Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

ماذا لو انطلقت مسيرة “رفع الحصار” من الدارالبيضاء؟

لنضع ما سمي مسيرة “رفع الحصار عن معبر رفح” ومساندة غزة تحت المجهر وبكامل المنطق ودلائل العقل.
رفعت المسيرة عديدا من الشعارات، ومنها رفع الحصار عن الشعب المحاصر، لكن لم يدخر أهم رموزها في توجيه الشتائم لمصر وقيادتها، معتبرين أن أحسن شيء هو أن يتم منعها، مع التحريض الواضح على الدولة المصرية.
لسنا في وارد الدفاع عن مصر لكن فقط نؤسس لسؤال نراه جوهريا. لقد رفعت المسيرة شعار “حدود إسرائيل حيث تتوقف المسيرة”.
لنفترض أن المغاربة الراغبين في المشاركة في المسيرة، وهم كثر، قرروا أن تنطلق المسيرة عبر السيارات نحو مصر. طبعا لا نريد لها أن تعبر البحر ثم تنزل في تونس لتشارك. ولكن أن تمر عبر الممرات البرية لدول المغرب الكبير وصولا إلى مصر أو إلى الحدود “التي وصفوها بالحدود مع إسرائيل”.
أين كانت ستتوقف المسيرة المنطلقة من الدارالبيضاء؟
بدون ادعاءات ولا مجازفة نقول إن المسيرة ستتوقف في مدينة وجدة أو على الحدود مع الجزائر ولن تعبر. فهل سنعتبر حينها أن الحدود مع إسرائيل هي الحدود الجزائرية؟
لا يمكن المزايدة على أي بلد. الجزائر لها اختيارات مغاربية واضحة منها إغلاق الحدود الجوية والبرية مع المغرب. هذا حقها غير المبرر وغير المفهوم. لكن لا يمكن أن تعبر من أراضي بلد لا يريد ذلك. فكيف تريدون عبور الأراضي المصرية دون إذن من مصر. وقد اكتشفت وزارة الداخلية الليبية أن الذين يريدون العبور أغلبهم لا يتوفر على تأشيرة دخول مصر وكثرة منهم من دون أوراق ثبوتية.
وهذه أمور تهم البلدين، ولنرى ما يهمنا. الجزائر أغلقت الحدود في وجه المغرب لأسباب واهية للتغطية على انخراطها في المؤامرة الكبرى والتاريخية على المغرب.
المسيرة التي انطلقت من تونس رأيناها ورأينا السيارات والحافلات بخارطة لشمال إفريقيا يظهر فيها المغرب بدون الصحراء المغربية.
كيف لهؤلاء الأدعياء ولزعماء المسيرة ورموزها أن يخضعوا للنظام الجزائري ليفرض عليهم موقفه من النزاع المفتعل؟
هل يمكن أن تساند غزة وأنت تتآمر على الصحراء المغربية وعلى وحدة المغرب؟ كيف تريد تحرير الأوطان “العربية” وأنت غارق في التجزئة وفي خدمة أهداف الاستعمار؟
ليس في الأمر أسبقيات ولكن مبادئ. فمبدؤنا الواضح هو أننا مع فلسطين، ودعم المغرب، ملكا وشعبا، للقضية غير خاف على أحد. وخلال الحرب الأخيرة أدخل بوسائله الخاصة وبعلاقاته الدولية المساعدات لغزة وهي معروفة ومشكورة من قبل من يهمه الأمر. وقوف المغرب مع فلسطين لا غبار عليه ولا يحتاج إلى تأكيد.
أين فعل الذين بتروا خارطة المغرب؟ ماذا قدموا غير الشعارات؟ وهل يمكن لمن تعامل بطريقة غير إنسانية مع اللاجئين السوريين ومن إفريقيا جنوب الصحراء سيكون رحيما بأهل غزة؟
سؤال طرحناه من باب الإلزام والحجة، وإلا فإننا نعرف أنها مزايدات لا تهدف إلى نفع غزة ولكن إحداث الضرر بدول عربية.

Exit mobile version