Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

ما معنى إطلاق اسم سياسي على فوج صحفي؟

أثار الانتباه إطلاق اسم عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار ووزير الفلاحة والصيد البحري، على فوج من خريجي أحد المعاهد الصحفية، رغم أنه لا علاقة له بالصحافة إلا كونه رجل سياسة تنقل وسائل الإعلام تصريحاته، لكنه رجل أعمال وليس رجل إعلام، ولم يظهر في يوم من الأيام كمستثمر في هذا القطاع إلا ما يروج حوله من إشاعات فقط، ولكن اهتماماته بعيدة كليا عن القطاع. وكان المعهد أطلق اسم عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعزول والأمين العام السابق للعدالة والتنمية، على فوج خريجي سنة 2018.
فلماذا إطلاق اسمه على فوج من الخريجين؟ هل كان لذلك ثمن؟
الثمن الحقيقي سيؤديه المعهد من سمعته، لأن المنطق له قواعد لا يمكن خرمها بأي حال من الأحوال. وكان المنطق يفرض أن يتم إطلاق اسم الراحل صلاح الدين الغماري، على اسم الفوج، بعد أن قدم خدمات جليلة زمن كورونا، وكان بالإمكان إطلاق اسم الصحفية التي رحلت نتيجة كورونا حكيمة ايدبليج، وكان ممكنا إطلاق اسم حكيم عنكر، الشاعر والصحفي المغربي الذي وافته المنية نتيجة مضاعفات كورونا، وإذا كان أصحاب المعهد لا يعرفون كثيرا من الأسماء فإنهم لن ينسوا الصحفي محمد الأشهب، الذي اشتغل بعديد من المنابر الإعلامية الوطنية والعربية والدولية وكان له صيت كبير.
هذه أسماء صحفيين غادروا دنيا الناس في سنة قاسية، وقد نكون نسينا آخرين، كان بالإمكان إطلاق أسمائهم على خريجي هذا الفوج.
وليس بالضرورة أن يكون واحد من الأموات هو من يحمل اسمه فوج الخريجين، قد يكون واحد من الأحياء ممن قدموا خدمات للصحافة المغربية، كتابة وصناعة، وهم موجودون، وقد يشكلون نبراسا للأجيال المقبلة، لكن إطلاق اسم وزير للفلاحة ورجل أعمال على فوج للصحفيين يعتبر اختلالا في منطق الأشياء والتفكير لدى من فعل ذلك.
قد تكون لعبد الإله بنكيران علاقة بالصحافة، لكنها علاقة ملتبسة، فهو بدأها بمنشور أواسط الثمانينات، كان يسمى الإصلاح، كان مخصصا لشتم التيارات المخالفة وتكفيرها، وليس مزايدة عندما نقول “تكفيرها” وبيننا وبين من يقول العكس أرشيف هذه الصحيفة، التي وزعت التكفير يمينا وشمالا، وأغلقها لما أصبح في الحكومة. هل هذه المنجزات التاريخية التي قدمها لقطاع الصحافة تقتضي السماح بإطلاق اسمه على فوج من خريجي الصحافة؟
المفروض أن يتم إطلاق اسم شخص على فوج من الخريجين، في أي مجال من المجالات، يكون هذا الشخص قد قدم خدمات كثيرة للقطاع، لكن أخنوش وبنكيران أضرا بالصحافة أكثر مما قدما لها من خدمات.
ويمكن لأخنوش إن أراد مثل هذا الشرف أن يقوم بتمويل مشاريع علمية كبرى في الجامعات وتخصيص ميزانيات للباحثين وحينها يكون قد خدم القطاع واستحق أن يتم إطلاق اسمه على أي فوج من الخريجين حتى لو كان في الهندسة الدقيقة.

Exit mobile version