دعت الدول الأعضاء في مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية (SADC)، أمس الثلاثاء، في بريتوريا، إلى إحداث آلية تسهيل دولية للاستثمار المشترك كمنصة لإستكشاف حلول تمويلية مبتكرة من أجل تحقيق أمن مائي قادر على الصمود في مواجهة تغير المناخ.
ووضعت الدول الأعضاء في المجموعة مقاربة إقليمية منسقة للاستثمار في المياه من شأنها الصمود في مواجهة تغير المناخ، وذلك في إطار برنامج إقليمي هو: “نظام مراقبة الدورة الهيدرولوجية القادرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ”، والذي يموله الصندوق الأخضر للمناخ.
وسيستفيد من هذه المبادرة، الرامية إلى تعزيز قدرة الصمود المناخي للمنطقة من خلال تحسين نظم تدبير المياه، حوالي 140 مليون شخص في منطقة مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية (SADC).
وأقر ممثلو الدول الأعضاء في المجموعة المشاركون في لقاء إطلاق البرنامج في بريتوريا (جنوب افريقيا)، بالاعتماد المفرط للمنطقة على مصادر التمويل الخارجي، ولاسيما المنح والمساعدات العمومية من أجل التنمية، لتمويل أنظمة المعلومات المناخية المتعلقة بالمياه وأنظمة الرصد الهيدرولوجي.
وسجل المشاركون في هذا اللقاء أن هذا الاعتماد المفرط يبرز الحاجة الملحة إلى حلول تمويلية مبتكرة وأكثر استدامة، مشيرين إلى أن مشاركة القطاع الخاص في الاستثمار في المياه القادرة على الصمود في مواجهة التغيرات المناخية تبقى محدودة بالنظر إلى المخاطر وفترات السداد الطويلة وصعوبات التنبؤ بعائدات الاستثمار.
وقال مندوبو الدول “نحن بحاجة إلى حلول لتمويل مستدام، بدء بسندات المياه التي تتيح لنا جمع مبالغ دون الاعتماد فقط على المنح الخارجية”، معتبرين أن كل دولة عضو يمكنها أن تساهم في سداد هذه السندات، وأن تضمن بذلك نجاح المشروع على المدى الطويل.
وأبرز باتريس كابيا، المكلف الرئيس ببرنامج المياه في أمانة مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية (SADC) أن سندات المياه ضرورية لضمان استثمارات طويلة المدى في الاستدامة والبنيات التحتية المتعلقة بالمياه، والتي تكتسي دورا حيويا في مجالات الصحة العمومية والنمو الاقتصادي وحماية البيئة.
ومن جهته، أكد بيلي كاتونتوكا، المسؤول بوزارة الاقتصاد الأخضر والبيئة في زامبيا، على ضرورة دراسة مختلف خيارات أدوات التمويل المشترك، بما في ذلك صناديق الصمود المناخي والأمن المائي، والسندات ذات التأثير على موارد المياه، والسندات الخضراء للبنية التحتية المائية وغيرها.
وتعد مبادرة مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية (SADC) جزء من برنامج الاستثمار القاري في المياه، الذي اعتمدته قمة رؤساء دول الاتحاد الافريقي سنة 2021. ويهدف البرنامج إلى سد العجز في ما يتعلق بالاستثمار في المياه، وتحسين القدرة على الصمود المناخي وتعزيز الصرف الصحي المستدام من أجل افريقيا مزدهرة و آمنة.