على رمال مرتيل الدافئة، حيث تلتقي الرياضة بجمال البحر، دقّت طبول المنافسة الإفريقية في الكرة الطائرة الشاطئية، بانطلاق بطولة القارة السمراء التي تشكّل محطة حاسمة للتأهل إلى بطولة العالم المقررة بأستراليا نهاية هذه السنة.
الحدث الرياضي، الذي انطلق الأربعاء ويستمر إلى غاية 30 يونيو الجاري، يجمع تحت سماء المدينة المتوسطية 114 ثنائياً من الرجال و88 من السيدات، يمثلون ألوان 27 دولة إفريقية في صنف الذكور و22 دولة في صنف الإناث، يتنافسون على أربع بطاقات ثمينة نحو مونديال أستراليا.
وفي اليوم الأول، لم يكن للضيوف ما يفرحون به كثيراً، فالمغاربة بسطوا سيطرتهم منذ أول صافرة. خمسة انتصارات نظيفة في فئة الذكور حصدها أبناء الوطن، إذ لم تمنح الثنائيات المغربية أي فرصة لمنافسيها، سواء من نيجيريا، موزمبيق، الرأس الأخضر أو الطوغو. وكان الثنائي الغروتي/صابر والازهري/وليد أبرز من تألق في هذه الجولة.
الإناث بدورهن أبين إلا أن يرسمن صورة مشرقة لكرة الطائرة الشاطئية المغربية، حيث تألقت الثنائيات محاسن/دينا وزروال/الياقي، وانتزعن انتصارات مهمة ضد فرق بنين، موزمبيق، وكاب فيردي.
ووسط هذا الزخم الرياضي، بدت رئيسة الجامعة الملكية المغربية للكرة الطائرة، بشرى حجيج، واثقة من قدرة المغرب على رفع التحدي، مشيدة بما تزخر به مرتيل من إمكانيات تنظيمية وسياحية تجعلها وجهة مثالية لمثل هذه التظاهرات القارية.
أما المدرب الوطني رشيد بوشدوق، فشدّد على صعوبة المنافسة، لكنه عبّر عن فخره بما قدمته العناصر الوطنية في يوم الافتتاح، مؤكداً أن المغرب عازم على الحفاظ على لقبه القاري في الذكور، والتطلع لاعتلاء منصة التتويج في الإناث.
وإذا كانت حرارة التنافس ترتفع يوماً بعد يوم على رمال مرتيل، فإن الأمل المغربي يزداد دفئاً في قلوب المتابعين، بأن يكون التمثيل في أستراليا على قدر الحلم.
ولعشاق اللعبة، لا تنتهي الحكاية هنا، فبعد إسدال الستار على بطولة الكبار، تستعد مرتيل لاحتضان بطولة إفريقيا لأقل من 21 سنة، لتبقى المدينة ملتقىً متواصلاً للأمل والإبداع الرياضي الإفريقي.
–