في سيرة نجم وعملاق السينما الفرنسية آلان ديلون مرحلة مظلمة جدا حيث شارك بصفته جندي مظلات في حرب الفيتنام الظالمة.
ولد ألان فابيان موريس مارسيل ديلون يوم 8 نونبر 1935 في هوت دو سين قرب باريس بفرنسا. وعاش طفولة شابها الاضطراب بسبب انفصال والديه وهو لا يتجاوز الرابعة من العمر. كان والده يدير قاعة سينما بينما كانت أمه تعمل في صيدلية قبل أن تقرر التفرغ لتربية طفلها ألان. وبعد انفصال الوالدين الذي صادف اندلاع الحرب العالمية الثانية، أودع ديلون لدى أسرة أخرى لتكفله، ثم عاش موزعا بين والديه -اللذين أنشأ كل منهما عائلة جديدة- وهو ما طبع نفسيته بتعاسة ومعاناة دائمتين.
ألقت التنشئة المضطربة التي تلقاها ديلون في طفولته بظلالها على مساره الدراسي الذي لم يكن ناجحا، بسبب عدم انضباطه وتمرده المتواصل الذي كلفه الفصل من مدرسة لأخرى. ويصف هو نفسه هذه الحالة قائلا: «كنت وحشا صغيرا بالغ الشراسة».
وتعاطى في وقت ما مهنة زوج والدته الذي كان يدير محلا لبيع مشتقات اللحوم، ثم التحق بالجيش وهو في السابعة عشرة من عمره بعد حصوله على ترخيص من والديه، الأمر الذي ظل يؤثر فيه لأنه اعتبر ذلك محاولة منهما للتخلص منه بوصفه طفلا مزعجا.
بعد عودته من المشاركة في حرب الهند الصينية (فيتنام لاحقا) عام 1954 باعتباره جندي مظلات ضمن الجيش الفرنسي، جرب ديلون العمل في وظائف متواضعة قبل أن يرصده المنتجون ليقدم في عام 1957 أول أفلامه «أرسل امرأة عندما يفشل الشيطان»، وبعدها فيلم «روكو وإخوته» عام 1960.
التقى ديلون مع مكتشف المواهب الأميركي الشهير هنري ويلسون واجتاز معه اختبار التمثيل بنجاح لكنه لم يذهب إلى هوليوود، بل فضل البقاء في فرنسا التي حقق فيها نجاحا واسعا في فيلم «نون الأرجواني» في العام ذاته، حيث قدم فيه دورا نفسيا مركبا.
برع ديلون في أدوار الجريمة على غرار فيلم «أي عدد يمكنه الفوز؟» 1963، ونال شهرة كبيرة بفيلم «الساموراي» سنة 1967، كما حقق نجاحا ساحقا في فيلم «بورسالينو» عام 1970. كما نجح في أفلام المغامرات مثل فيلم التوليب الاسود 1964 وفيلم زورو 1975.
وفضلا عن الانتشار الجماهيري الذي يعود أساسا إلى جاذبية ديلون والكاريزما القوية التي يتمتع بها، فإنه انتزع ترحيب النقاد خصوصا إثر أدائه في فيلميْ «السيد كلاين» 1976 و«سوان يحب» 1984.
مرحلة مظلمة في حيان آلان ديلون…مشاركته في الحرب الظالمة على فيتنام
