Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

مشروع بحري طموح يربط ثلاث قارات ينطلق من الداخلة نحو آفاق جيو-اقتصادية جديدة

خطوة قد تُحدث تحوّلًا جذريًا في ملامح التجارة العالمية، كشف باحثان مغربيان خلال منتدى “الحوار المفتوح حول مستقبل العالم” في موسكو، عن دراسة استراتيجية تقترح إنشاء ممر بحري ثوري يمتد من الصين وروسيا، مرورًا بطريق البحر الشمالي، ليصل إلى إفريقيا عبر ميناء الداخلة الأطلسي في المغرب.

الباحث يونس بنان، الخبير في اللوجستيات الدولية، والدكتورة سناء حواتا، أستاذة بجامعة الحسن الثاني، قدّما رؤيتهما لمشروع يوصف بأنه “جسر بحري بين ثلاث قارات”، يطمح لإعادة رسم خريطة التجارة الدولية عبر تقليص المسافات والتكاليف، وتعزيز التكامل الجغرافي والطاقي، خاصة في ظل التحولات المناخية والجيوسياسية المتسارعة.

من برينغ إلى الداخلة: جغرافيا جديدة للتجارة

تقوم الدراسة على تصور استراتيجي لطريق بحري يعبر مضيق برينغ بين ألاسكا وروسيا، ثم يسلك طريق البحر الشمالي، وصولًا إلى سواحل المغرب الجنوبية. هذا الخط الجديد يُعد امتدادًا مبتكرًا لمبادرة “الحزام والطريق” الصينية، ويوفر بديلاً آمناً وسريعًا للطرق التقليدية المزدحمة مثل قناة السويس.

وتشير الدراسة إلى أن هذا الممر الجديد قادر على تقليص زمن وتكلفة النقل بنسبة تصل إلى 40%، وتجنب نقاط التوتر الجيوسياسية، مما يخفض تكاليف التأمين والشحن بنسبة قد تصل إلى 30%.

الداخلة: عقدة لوجستية مستقبلية

يقترح المشروع تحويل ميناء الداخلة إلى مركز محوري يربط بين إفريقيا، أوروبا، والأمريكتين، عبر تطوير بنيته التحتية لاستقبال السفن العملاقة، وإدماجه في شبكة نقل متعددة الوسائط تشمل سككًا حديدية وطرقًا سريعة.

كما تتضمن الرؤية إنشاء وحدة لإنتاج 500 ميغاواط من الهيدروجين الأخضر، مما يجعل الداخلة محطة طاقية صديقة للبيئة، تدعم أسطولاً بحريًا منخفض الانبعاثات، وتُسهم في التحول نحو اقتصاد مستدام.

فرص اقتصادية وأبعاد بيئية

بجانب المكاسب التجارية، يتوقع المشروع خلق 100 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في إفريقيا، من خلال برامج تدريب وتأهيل وصناعات داعمة. كما يدعو إلى إبرام اتفاقيات دولية لحماية البيئة القطبية وتفادي الآثار السلبية على النظم البيئية.

خارطة التأثير الجيوسياسي

بحسب الدراسة، فإن المغرب سيضطلع بدور لوجستي محوري، فيما تبقى الصين وروسيا شريكين استراتيجيين أساسيين. كما يتيح المشروع فرصًا جديدة لبلدان مثل جنوب إفريقيا والهند لتعزيز مكانتها ضمن تحالف بريكس+.

ما بعد موسكو: من الرؤية إلى التنفيذ

بعد العرض الذي لاقى اهتمامًا واضحًا في الإعلام الروسي، يستعد فريق الدراسة لإصدار “كتاب أبيض” خلال الربع الأول من عام 2026، بالتعاون مع مؤسسات علمية واقتصادية، لوضع خارطة طريق تنفيذية قابلة للتطبيق.

 

Exit mobile version