Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

مع كل انتصار نحظى بتقدير عالمي

الانتصار الذي حققه المنتخب الوطني بفوزه على نظيره الإسباني ومروره إلى دور الثمانية في كأس العالم قطر، إنجاز تاريخي. وحق لنا اليوم أن نتحدث عن المنتخب الإسباني كنظير للمنتخب المغربي، فالنظير هو ما توجد أنت وإياه في نفس المستوى من اللعب والمهارات، والعلم أيضا لأن الكرة اليوم هي معادلات رياضية وفيزيائية دقيقة، لا تقبل التجاوز والخطأ.
الحديث عن الإنجاز التاريخي يظهر من خلال الاهتمام العالمي والإقليمي بهذا الفوز، والذي تجسد أولا في الاتصالات التي تلقاها جلالة الملك محمد السادس من عدد من رؤساء الدول، الذين هنؤوا جلالته بهذا الفوز العظيم، ثم الاحتفالات الجماهيرية الكبيرة، التي شملت مختلف دول العالم، وشملت مختلف الشعوب وخصوصا العربية والإفريقية، التي عبرت عن فرحة كبيرة.
لماذا حظينا بكل هذا الاحترام؟ حظينا بكل هذا الاحترام لأننا حققنا الفوز، الذي كان مستعصيا على كثير من الفرق، بل لأول مرة يصل منتخب عربي لهذا المستوى، فهو الأول الذي يمر إلى دور الربع، وأبان عن كعب عالٍ في ممارسة كرة القدم، مما جعل العالم يحترمنا.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن كل انتصار نحققه يجعلنا نحظى باحترام العالم. عندما هاجمت كورونا العالم، انبرى جلالة الملك شخصيا إلى التصدي للموضوع وأمر بإجراءات فورية بدأت من دعم الساكنة، ثم بجلب اللقاحات ثم بصناعة اللقاحات وتوطينها في المغرب، وهي القضية التي حظيت بإشادة دولية وترحيب إفريقي كبير إذ قدم المغرب الكثير لهذه البلدان التي تأكدت بأن المغرب ابن القارة ومنها وإليها.
نجاحات المغرب على المستوى الأمني والاستخباراتي حظيت وتحظى بكثير من التقدير الدولي، بل يعتبر شريكا لعدد من البلدان، وهو مكون رئيسي في مكافحة الإرهاب وهزيمة تنظيم داعش، ولم يكن ليحظى بهذا الاعتراف الدولي لولا الانتصارات التي حققها في هذه المستويات، حيث ساهم في تجنيب عدد من البلدان ويلات الإرهاب والضربات الإرهابية، وشدد الخناق على تصدير الإرهابيين لبؤر التوتر كما أبان عن قدرات خارقة في محاربة الجريمة المنظمة والشبكات العابرة للحدود وكارتيلات المخدرات الصلبة القادمة من أمريكا اللاتينية.
نجاحات أخرى وفي قطاعات أخرى ومستويات مختلفة حققها المغرب، وكانت لها نتائج باهرة دبلوماسيا واقتصاديا واجتماعيا، جعلت المغرب في عين المتابعة من قبل الجميع حتى الخصوم، وكل ذلك بفضل انتصاراته. لا يمكن أن تكون محترما من قبل الجميع قبل أن تكون منتصرا. ولا يمكن أن تنتصر في معركة الوطن قبل أن تكون وطنيا.
فئة من المغاربة لا تفكر مثلنا وهي فئة السياسيين، ولا عبرة بالاستثناء في هذا المجال. هؤلاء السياسيون يعتبرون المغرب بقرة حلوبا فقط يستنزفون خيراتها، لكنهم غير مستعدين للعطاء نهائيا، فلو كان لدينا سياسيون بنفس وطنية لاعبي المنتخب الوطني وبنفس وطنية المغاربة الذين خرجوا عن بكرة أبيهم معبرين عن ابتهاجهم بالفوز، لكان وضعنا مختلفا.

Exit mobile version