Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

مغاربة العالم…مجرد بقرة “كاتحط الفلوس “

حسناء زوان
لا يخفى على أحد كم يُعول الاقتصاد المغربي على إنفاق المغاربة العاملين في الخارج، خاصة ما تعلق منها بالتحويلات التي تعزز احتياطات البلاد من النقد الأجنبي، مما يشكل جرعة أوكسجين تضخ في الأنسجة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.
وبلغت تحويلات مغاربة العالم بالخارج عند متم يوليوز 2023 ما يناهز 65,97 مليار درهم، مقابل 59,98 مليار درهم قبل سنة، حسب ما كشف عنه آخر تقرير لمكتب الصرف بخصوص تحويلات المغاربة المقيمين بالمهجر، والذي يبين بالملموس “غير اللي ما بغى يفهم” أن هؤلاء لا يزالون “شادين في بلادهم” ومتشبثين بجسر علاقتهم به، بالرغم من كل شيء.
وهاته التحويلات، “الفلوس الصحيحة” التي يبعثون بها، هي فقط أحد تمظهرات هذا الارتباط الحميمي وعبرها يقولون للمغرب “كانبغيوك”، وتجلى ذلك بشكل أكبر خلال جائحة “كوفيد”. إذ خلافا لكل التوقعات التي كانت تقول إن التحويلات المالية لمغاربة العالم ستكون منخفضة و”ماغيصيفطوا والو” كما حدث في دول أخرى بسبب الظرفية الاقتصادية المتأزمة، كان العكس هو ما وقع. بل إن تحويلات سنتي 2021 و2022 شكلت قفزة قياسية جعلت والي بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري يصفها بـ “التاريخية”.
لكن رغم مساهمة تحويلات مغاربة العالم في التنمية المحلية وفي التطور الاقتصادي للمملكة، ورغم النسبة المهمة التي تمثلها هاته التحويلات بالنسبة للناتج الداخلي الخام (8 بالمائة)، فإنهم مع ذلك لا يحظون بالاهتمام الذي يليق بهم على اعتبار الخدمات الجليلة التي يؤدونها للاقتصاد المغربي. وخير دليل على ذلك، أنهم ولحد الآن، لا يتمتعون بأي تمثيلية داخل البرلمان، كما أنهم لا يشاركون في انتخابات بلدهم، وهناك إصرار على إقصائهم من الانخراط في مؤسسات تدبير الشأن العام، “علاش…؟ ” ودستور2011 ينص على حقهم في المواطنة الكاملة، لما هذا الإقصاء الذي ربما أصبح ممنهجا ضد “ولاد المغرب ” بالخارج؟ لما لا يتم تمكينهم من مناصب المسؤولية في مؤسسات الحكامة؟
جل الحكومات المتعاقبة والى اليوم، تتحمل مسؤولية هذا الإقصاء، الذي حتما،
” نقولها بصراحة.. ” يحرم البلاد من الاستفادة من طاقات وكفاءات تعبأت باستمرار من أجل دعم التنمية المحلية والوطنية والمصالح الجيو-ستراتيجية للمملكة السعيدة.
مغاربة العالم يشكلون قوة فعلية يمكن أن تساهم في إحداث تثوير حقيقي في اقتصاد البلاد وفي مجالات أخرى، بالنظر إلى أن أزيد من ثلثهم لديه مستوى تعليمي وثقافي عال، “هذا هو اللي كايخلع واقيلا”.
للأسف لا يزال المغرب لم يتجاوز بعد نظرته التقليدية إلى أبنائه في الخارج، والتي تختزلهم في كونهم مجرد بقرة حلوب “كاتحط الفلوس ” وتعود “منين جات”، رغم كل الشعارات الرسمية المرفوعة والبهرجة الموسمية التي تحدث في كل صيف و”مرحبا بيكم في بلادكم”.

Exit mobile version