ديننا خط أحمر. ملكنا خط أحمر. وطننا خط أحمر. هذه هي القصة التي يلخصها الثالوث المقدس لدى المغاربة “الله، الوطن، الملك”. ثالوث لا ينفصل إلا في مخيلة من لا يقرأ التاريخ ولا يعرف معنى مكر الجغرافية.
“ملكنا خط أحمر” الـ”هاشتاغ” الذي زلزل العالم الأزرق ردا على صبيانيات فرنسية جزائرية تلعب في الوقت الضائع كي ترسم صورة مغايرة لجلالة الملك أمير المؤمنين، لكن هيهات هيهات فهي صورة حفيد من تجلى للمغاربة في علا السماء فصعد الجميع نساء ورجالا وأطفالا إلى أسطح المنازل لرؤية صورة بن يوسف، الغائب حينها في منافي الظلم الاستعماري الفرنسي.
مشكلة البعض هي “الذاكرة الجماعية” المفقودة، بل يتناقلون “ذاكرة جماعية” جمعت كل مكونات الانكسار بتعبير عالم النفس يونغ. أما الذاكرة الجماعية للمغاربة فهي التي تعرف أن السلطان رفض التوقيع على ما أرادته الحماية مضحيا بالعرش من أجل الوطن، فكافأه الشعب والمقاومة والحركة الوطنية عبر الربط بين الاستقلال وعودة الملك المنفي.
غلمان الاستعمار وبقايا جنودهم لا يفهمون هذا الإرث العميق، وهذه الجذور الضاربة في عمق التاريخ موحدة الجغرافية، حيث تستمد قدسية الأرض وحبات رمالها قدسيتها من الرباط المقدس بين الشعب والملك باعتباره أميرا للمؤمنين.
الـ”هاشتاغ” يؤكد الالتحام القوي بين الشعب المغربي وجلالة الملك، وهو الالتحام الذي تجسد تاريخيا، إذ يعبر عن عمق روابط البيعة التي تجمع المواطنين بأمير المؤمنين ملك البلاد.
“ملكنا خط أحمر” يمثل وعيا متقدما من قبل المواطنين المغاربة، الذين يرتادون مواقع التواصل الاجتماعي، هذا الوعي يدل على يقظة المغاربة بخطورة التجاوزات التي تقع على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، ولا غرو أن هاشتاغ “ملكنا خط أحمر” هو شكل من أشكال المقاومة التي يمارسها المواطن المغربي على كافة الأصعدة، المقاومة التي يمارسها الجندي المرابط في الصحراء دفاعا عن حوزة الوطن، ورجل الأمن الذي يحمي استقرار الوطن، وتمارسها المؤسسات في منافحة الأطروحات المغرضة من قبل المملكة.
“ملكنا خط أحمر” هاشتاغ واعٍ ومتقدم لأنه يختزل موقفا كبيرا يستوعبه المغاربة، باعتبار أن جلالة الملك هو رمز للأمة وهو ممثل للمؤسسات ومجسد لثوابت البلاد، وأي تجاوز بهذا الخصوص هو اعتداء على المغرب والمغاربة قاطبة.
المعروف عن المغاربة أنهم زاهدون في الشعارات، وبالتالي عندما يرفعون هاشتاغ “ملكنا خط أحمر” فهذا يعني أن المعركة لن تقف عند حد في حال استمرار خصوم المغرب في الإساءة إلى مؤسسات البلاد، التي يمثلها جلالة الملك أمير المؤمنين، وقد لا يفهم بعض من لا تاريخ لهم أو من تنصلوا من قيمهم ما معنى الارتباط بين ملك هو أمير المؤمنين وبين شعبه، وهو ارتباط يقول كل شيء، ويقول إن المغاربة مستعدون للتضحية من أجل ملكهم، غير آبهين بالتكلفة الاقتصادية والسياسية، ويعرفون أن المغاربة رفضوا التفاوض عن الاستقلال وجلاء القوات الأجنبية قبل عودة ملك البلاد المغفور له جلالة الملك محمد الخامس، ويوم تمت الإساءة لجلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه، من قبل الكاتب المفترس جيل بيرو أغرق المغاربة مكاتب البريد بالتليغرامات حيث تم إغلاق نظام البرقيات في فرنسا.
الإساءة لرمز المغاربة، أي ملك البلاد وأمير المؤمنين، تشارك فيها غلمان الاستعمار وبقايا جنوده، أن تكون زعيما لا ينبغي أن تتصرف مثل ابن آوى، وهو ما يظهر على فرنسا والجزائر، بعد أن سارعت كثير من الدول الكبرى والمتقدمة إلى الاعتراف بمصداقية الحكم الذاتي، وبعد أن تم استبعاد الفرنسيين من كثير من المشاريع في المغرب لدواعٍ جيوستراتيجية.
ما يجري الآن أكبر من أن يفهمه “صيصان” الجغرافية السياسية لأنه يحتاج شموخا كبيرا ورسوخا في أرض المقارعة الدولية للملفات الكبرى، ولهذا لا يمكن المقارنة بتاتا بين الجنرال دوغول وبين ماكرون، كما لا يمكن المقارنة بين دولة عريقة مثل المغرب وبين جزر وصخرات على البحر أضاف لها المستعمر الفرنسي أراضي شاسعة مقتطعة من أصلها ما زال لحد الآن يعتبرها سجلا تجاريا يحرصه “كابرانات” يحملون رتب جنيرالات ونياشين رغم أنهم لم يخوضوا سوى حروب ضد شعبهم وشعوب المنطقة قصد تفتيتها.
ملكنا خط أحمر. ومن تجاوز الخط الأحمر لن يجد سوى العين “الحمراء”.
ملكنا خط أحمر….الـ”هاشتاغ” الذي زلزل العالم الأزرق
