Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

منتدى الشؤون الخارجية الإفريقية بالرباط.. تعزيز التعاون لمواجهة التحديات القارية

افتتح راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب المغربي، اليوم الخميس، المنتدى الثاني لرؤساء لجان الشؤون الخارجية بالبرلمانات الإفريقية، الذي يُعقد في العاصمة المغربية الرباط. الحدث يعكس أهمية التعاون البرلماني على مستوى القارة السمراء في مواجهة التحديات المشتركة، ويتيح فرصة لفتح نقاش حول القضايا الحيوية التي تمس الاستقرار والتنمية في القارة.

وخلال كلمته الافتتاحية، أكد الطالبي العلمي على أن هذه اللقاءات تمثل فرصة سانحة لتبادل الرؤى والاقتراحات بين البرلمانيين الأفارقة، مشيرًا إلى أن التحديات التي تواجه القارة تتجدد باستمرار، رغم الإنجازات التي تحققت في مجالات عدة، لا سيما في المجالين الاقتصادي والمؤسساتي. ولفت إلى أن إفريقيا تبقى قارة ذات إمكانيات كبيرة، لكنها تحتاج إلى المزيد من التنسيق بين دولها للانتقال إلى مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار.

وأضاف الطالبي العلمي أن القارة تواجه تحديات عدة، أبرزها النزاعات الداخلية التي تؤثر على الاستقرار السياسي والاجتماعي في بعض البلدان، إضافة إلى آثار التغيرات المناخية التي تساهم في تفاقم مشاكل الفقر والجفاف والنزوح. كما شدد على أن الإرهاب والتطرف يمثلان تهديدًا كبيرًا للأمن القاري، مما يستدعي تعزيز التعاون بين البرلمانات الإفريقية لمواجهة هذه الظواهر الخطيرة.

من جانب آخر، سلط رئيس مجلس النواب المغربي الضوء على بعض النجاحات التي حققتها القارة في السنوات الأخيرة، مثل النمو الاقتصادي المتوقع بنسبة 4.3% في عام 2025، مشيرًا إلى أن 24 دولة إفريقية ستسجل نموًا يتجاوز 5%. وأكد أن هذه المؤشرات الإيجابية تدل على إمكانية تحقيق “النهضة الإفريقية” إذا تم التغلب على التحديات المتبقية.

وتطرق الطالبي العلمي إلى أهمية التكامل الإقليمي والاقتصادي، مشددًا على ضرورة استثمار الموارد الطبيعية والبشرية للقارة لتعزيز موقعها الاستراتيجي في العالم. وقال إن إفريقيا تمتلك الإمكانيات اللازمة لتحقيق تحولات جذرية، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي، إذا ما توفرت الإرادة السياسية المشتركة وتعززت الشراكات جنوب-جنوب.

وفي هذا السياق، أشار إلى أهمية المبادرات التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مثل مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب وأوروبا، الذي يمر عبر 13 دولة إفريقية، مؤكدا أن هذه المبادرات تساهم في تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية وفتح آفاق جديدة للنمو المستدام.

وفي ختام كلمته، دعا الطالبي العلمي البرلمانيين الأفارقة إلى العمل الجاد والمستمر، مؤكدًا أن القارة بحاجة إلى المزيد من الجهود المشتركة لتحويل الطموحات إلى واقع ملموس. وأشار إلى أن إفريقيا، التي كانت على مر العصور أرض التحديات، يمكنها أن تحقق الرخاء والازدهار إذا استمرت في العمل الموحد، مع التركيز على الاستقلالية الاقتصادية والسياسية.

هذا المنتدى الذي يجمع ممثلين عن مختلف البرلمانات الإفريقية يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الحوار والتعاون بين دول القارة، حيث تبرز الحاجة الماسة للعمل الجماعي لمواجهة التحديات المعقدة التي تواجها إفريقيا اليوم.

Exit mobile version