Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

من هو “إسكوبار الصحراء” الذي زلزل رجال السياسة والرياضة؟

يبدو أن سنة 2023 أبت ألا تغادر حتى تجر معها رؤوس كبار في عالم المال والأعمال والسياسة، فلم يكن يتوقع أشد المتشائمين أن تاجر المخدرات “إسكوبار الصحراء” سيقود مسؤولين من الوزن الثقيل إلى خلف أبواب سجن عكاشة.

 تاريخ الجمعة 22 دجنبر 2023، سيتذكره كثيرا من رجال السياسة والرياضة، ففي الساعات الأولى من هذا اليوم استقبل سجن “عكاشة” شخصيتين بارزتين في عالم السياسة والرياضة، ضمن مجموعة تضم 23 مشتبها فيهم في قضية خيوطها متشعبة، يتداخل فيها الاتجار الدولي للمخدرات بالتزوير والنصب وجرائم أخرى ثقيلة ستتبين في قادم الأيام.

 اسم “إسكوبار الصحراء” أحدث رجة كبيرة داخل المشهد، وتصدر عناوين الصحف، وظل متسمرا في النقاش العمومي المغربي، فمن يكون، وما هو تاريخه؟

 مجلة “جون أفريك” ذائعة الصيت، كانت سباقة لكشف خيوط القضية، بنشرها تفاصيل مثيرة عن “إسكوبار الصحراء”، أو الحاج أحمد بن إبراهيم، المزداد سنة 1976، في كيدال بمالي، في منطقة تخيم عليها الرمال من كل جهة، من أم مغربية أصولها من مدينة وجدة، وأب مالي.

 جاء “إسكوبار الصحراء” إلى عالم المخدرات من باب “الصدفة”، كان رجلا عاديا، ابن راعي الإبل، إلا أن لقائه بمشاركين في رالي باريس دكار، كانت نقطة التحول في مساره، وفتحت له الباب على مصراعيه للتعرف على مسارات الصحراء وخباياها، في منطقة وعرة، ولا يعرف خبياها إلا تجارة السلاح والمخدرات.

 الرجل طلب وده كبار رجال القارة، ومنهم سيف الإسلام القذافي، الابن الثاني للزعيم الليبي الأسبق معمر القذافي وأسماء كثيرة دونت في كتاب التاريخ الإفريقي.

 معرفته العميقة بخيوط الصحراء المتشعبة، قادته ليكون المطلوب رقم واحد في بورصة عمالقة “المخدرات” من خلال ضبطه تفاصيل الساحل الإفريقي، وكسب ثقة الأفارقة الذين من الصعب ولوج قلوبهم، ليتمتع بذلك بمقومات قليلا ما تجتمع في شخص واحد، ليطلق العنان لــ “دهائه” في المنطقة الأخطر في العالم.

بدأ منذ البداية كبيرا، استعمال الطائرات الصغيرة لنقل الكوكايين في البداية من أمريكا اللاتينية إلى الغرب الإفريقي، وساحل العاج والسينغال وغينيا بيساو والسيراليون، ليبدأ المرحلة الثانية من خلال تحويل هذه الكميات من المخدرات سواء برا عبر مالي والنيجر والجزائر وليبيا ومصر، أو بحرا عبر السواحل المغربية ثم أوروبا.

 محب لنون النسوة “يقال إن له ابنا في كل بلد”، تزوج في البداية بابنة مسؤول عسكري بوليفي كبير، وربط علاقات مع النساء في كل بلدان عمله، غناه الفاحش دفعه لامتلاك عقارات في جميع بلدان العالم، وانتهى بشراء جزيرة خاصة في غينيا.

 توسعه قاده للمغرب، اشترى عقارات في مدن الدار البيضاء ووجدة مسقط رأس أمه، ابتداء من سنة 2010 بدأ تقارب المالي مع منتخب نافذ في الشرق، تقاربه كان بهدف توزيع القنب الهندي، وتسهيل الطريق نحو أوروبا.

سنة 2015، تم توقيفه في موريتانيا بعد عملية مطاردة على الحدود مع المغرب، حيث كان على متن سيارة تحمل 3 أطنان من المخدرات ومبالغ مالية ضحمة، وتم توقيفه وسجنه في العاصمة نواكشوط، بعد السجن، حسب “جون  أفريك” كان هدفه استعادة مكانته في المنطقة، غير أنه فوجئ بأن شركاءه المغاربة استولوا على ممتلكاته، ليتسلل شعور الغدر بداخله.

اتهم شركائه في الشرق وزاكورة بتدبير مكيدة له، حيث حجزت السلطات المغربية 40 طنا من المخدرات في محطة استراحة في الجديدة، تم شحنها على متن مركبات تابعة لشركة كانت في ملكيته، غير أنه يقول إنه باعها إلى منتخب الشرق، في حين أن هذا الأخير حسب “جون أفريك” لم يغير البطائق الرمادية للشاحنات، وهو ما قاد المالي للتوقيف فور وصوله للمغرب.

السجن سرب إليه شعور الانتقام، فكر طويلا، وقرر وضع ثمان شكايات ضد منتخب الشرق في شهر يونيو الماضي، هما تحركت الشرطة القضائية، وانتقلت إلى المالي في سجنه بالجديدة واستمعت إليه مرات عديدة.

 قضية “إسكوبار الصحراء” أسقطت العديد من أوراق رجال الرياضة والسياسة، الرجل قلب الطاولة على أصدقاء الأمس وخصوم اليوم، قضيته بدأت خيوطها تتكشف للعالم، وما خفي أعظم.

Exit mobile version