في خطوة تعكس توجهه نحو الاستدامة البيئية، أطلق ميناء طنجة المتوسط دراسة متقدمة لإنشاء بنية تحتية رقمية تهدف إلى تتبع وتحليل انبعاثات الكربون الصادرة عن الأنشطة البحرية والبرية داخل المركب المينائي. هذا المشروع يندرج ضمن رؤية استراتيجية تعتمد على تقليل البصمة الكربونية وتعزيز الممارسات الصديقة للبيئة، وفقًا للمعايير الدولية المعتمدة في هذا المجال.
تسعى هذه الدراسة إلى تطوير منصة رقمية متخصصة لقياس ورصد الانبعاثات الغازية، بما في ذلك غازات ثاني أكسيد الكربون (CO₂)، وأكاسيد الكبريت (SOx)، وأكاسيد النيتروجين (NOx)، وذلك ضمن آلية دقيقة تهدف إلى تشجيع السفن منخفضة التأثير البيئي عبر حوافز تشغيلية ومالية. ومن المتوقع أن يوفر المشروع أداة تقييم متقدمة لمستويات التلوث الناجمة عن الحركة المينائية، ما يسمح باتخاذ تدابير فعالة للحد منها.
وفي هذا السياق، أكدت سلطة ميناء طنجة المتوسط (TMPA) أن المشروع الجديد سيعتمد على نظام لقياس وإدارة الانبعاثات (MRV)، وهو آلية معترف بها عالميًا لضمان دقة البيانات وتحليلها بشكل يمكن من تحسين الأداء البيئي للميناء. كما سيتم وضع برنامج تحفيزي قائم على مؤشر انبعاثات السفن (IEAN)، يهدف إلى تشجيع الناقلات البحرية الأكثر التزامًا بالمعايير البيئية على الرسو في ميناء طنجة المتوسط، ما يساهم في تحسين جودة الهواء بالمنطقة وتقليل التأثيرات البيئية للأنشطة المينائية.
الدراسة، التي ستمتد على مدى 12 شهرًا، تشمل أيضًا تحليلًا دقيقًا للأداء البيئي للسفن التي استخدمت الميناء خلال السنوات الثلاث الماضية، بالإضافة إلى مقارنة الممارسات التحفيزية المطبقة في موانئ عالمية أخرى، وذلك بهدف تبني آليات فعالة تناسب السياق المحلي.
بهذه الخطوة الطموحة، يرسّخ ميناء طنجة المتوسط مكانته كأحد الموانئ الرائدة في مجال الاستدامة البيئية على مستوى إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، متماشياً مع التوجهات الدولية الرامية إلى خفض انبعاثات قطاع النقل البحري وتعزيز ممارسات الشحن المستدام.
