Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

مَن هُم الأكثر إجرامًا في التّاريخ الرّوسُ أَمِ الأمريكان؟

محمد فارس

قلتُ للتّاريخ إن [بايدن] اعتَبر [بوتين] مجْرم حرب، فقال التاريخ: قُل وهَل في الإجرام مَن فاق الأمريكان؟ نعم، الروسُ كذلك مُجرمُو حرب، فقد رأيتَ ما فعلوه في [أفغانسان] حيث كانت مروحيات [M.I.24] تصطفّ في وضعية حربية تُدْعى [Vol stationnaire]، وتُطْلق الشّهبُ الحارقة على المداشر فتمحوها من على وجْه البسيطة، ثم تُلقي بقنينات السّم في الوديان، والآبار، والواحات فيموت الإنسانُ والحيوان، وتصيرُ الأرضُ عاقرًا، ثم لا تَنْس كيف ساندوا [الصِّرب] في [البوسنة والهرسك] وقد ذُبِح الآلافُ من المسلمين ومقْبرة [سيبرينتْشا] ما تزال شاهدًا على تلك المجازر النكراء، ولن أذكّركَ بما فعلوه في [الشّيشان]، و[أُوسِيتْيا]؛ وخلال الحرب العالمية الثانية، تحوّل الجيشُ الأحمر إلى قتلة ولصوص، ومغتصبين؛ وفي [برلين] وحْدَها، اغتُصبت (92) ألف امرأة، ومنهنّ من أقدَمْنَ على الانتحار للفرار من بَطْش ووحشية الجيش الرّوسي وكان [ستالين] موافقًا على ذلك..
أمّا الأمريكان، فهم أول من ألقوا بقنلبتين ذرِّيتين على مدينتَيْ [هيروشيما] [ونغازاكي]، وكان فيهما مدَنيون من أطفال ونساء وشيوخ، ومن الأطفال آنذاك، من همُ اليوم شيوخ قضوْا حياتهم في المستشفيات، ومنهم من ما زال على قيْد الحياة إلى يومنا هذا، لكن بإعاقات مستدامة؛ أليست هذه جريمة نكراء في حقِّ الإنسانية؟ في [ڤيتنام] الجنوبية، وكانت عاصمتُها [سايْغون]، كان الأمريكان يساندون ويدرّبون جنودَ المستبدّ [ديَام]، وكان كاثوليكي المعتقَد، وكانت أختُه لها سلطة، فعمَّ الظلمُ والفسادُ والرشوةُ حتى كان كلّ يوم يقومُ أحد رجال الدين البوذيين بإحراق جسده وسط الشّارع والأمريكانُ يتملّوْن بالمشهَد الفظيع حتى قُتِل [ديام]، فرأوا أنّه عليهم دخولُ الحرب في [ڤيتنام]، ولكن ما هي الذريعة؟ كانتِ الذّريعة كذبة مفضوحة حيث ادّعوا أنّ ثُوارَ [الڤيِيتْكُونغ] هاجموا المدمِّرة الأمريكية [مادوكس]، وشهد طيّار أمريكيٌ استطلعَ المنطقة فلم يجد أثرًا لقواربَ هجومية، ولـمّا قيل خلال لقاءٍ تلفزي لوزير الدفاع [ماكْنامارا] عن تلك الكذبة، غادرَ بعنف اللِّقاء التّلفزي..
بهذه الكذبة، دخلتْ [أمريكا] الحرب في [ڤيتنام] ومن أبشع ما قامت به هو مجزرةُ [مايْلي] في (18 ماي 1968) حيث أحرقتْ قريةً بالنّابالم ونافِثات اللّهب وكان السّكان يحترقون ليلاً وهم أحياء، فأُبيدت القريةُ عن آخرها والتاريخُ يذْكر ذلك بالتفاصيل؛ ثمّ انطلَق القصفُ السّجادي يوميًا، كانت تقوم به الطّائرات المقنبلة [B.52]؛ كما يجب التّذكير بجريمة ما أسموه [برنامج الفِنيق] حيث يوضَع الرجل أو المرأة في حُفْرة ضيّقة أسموها زنازن [النُّمور السّيئة الصّيد]، وكانت [C.I.A] هي التي تُشْرف على هذا البرنامج السّيئ الذكر، فكانتِ النساءُ تتعرّضن للعُقْم، والرجالُ يصابون بعاهات، هذا إذا نجوا من هذا البرنامج الذي يُعتبر جريمةً ضدّ الإنسانية؛ تقول امرأةٌ نجتْ ولكنّها فقَدتِ القدرة على الإنجاب، وهي اليوم عجوز بائسة، تقول بالحرف: [لا أُريد أن أعيشَ مع الأمريكان تحت سماء واحدة]..
في كلّ بلد احتلّوه، يبْنون قاعدةً تظلّ شاهدةً على إمبرياليتهِم البغيضة؛ ففي [ڤيتنام] كانت لهم قاعدة [دانانْغ]؛ وفي [أفغانستان] كانت لهم قاعدةُ [باغْرام]؛ وفي [العراق] لهم اليوم قاعدة [ڤيكتوريا]، ولهذا فقد صدقَ من أسماهُم [مغُول الغرب].. لقدِ ارتَكبوا أبْشَع جريمة في [العراق] سنة (1990) عندما قصفوا مَلْجَأ [العامرية]، وقُتل كلّ من كان فيه من أطفال ونساء وشيوخ، ثم وبكلّ بساطة قدّموا اعتذارًا بعْد سُخْط الرأي العام العالمي عليهم وأدان جريمتهم.. وبعد عشْر سنوات من الحِصار على [العراق] وموْت آلاف الأطفال نتيجة نقْص الحليب والدواء، تبيّن لهم أنّهم يجب عليهم غَزْوُ [العراق] بعدما صار ضعيفًا، لكن ما هي الذّريعة هذه المرّة؟ الذريعة ليس ما ينقُص دولة [فلسفة الذَّرائِعية]، فقد وجَدوا كذبة: [سلاح الدّمار الشّامل]، وغَزوا [العراق] دون موافقة (الأمم المتحدة)، وعاثوا في البلاد فسادًا، ومن أبرز جرائمهِم التي لا ينساها التاريخ، هو ما حدث وكما يعلم الجميع في [أبو غريب]، حيث كانوا يعذّبون الرجالَ والنّساءَ وهم عُراةٌ، دون ضمير أو حياء، والمشْرفة على هذه المشاهد اللاّأخلاقية، تعيش اليوم في [أمريكا] وتتباهى بما صنعتْ وتُعْقَد معها لقاءاتٌ تلفزية لتُحدِّثَ عن (مفاخرها) في سجن [أبو غريب] سيّئ الذّكر.. خلاصة القول إنّ [أمريكا] دمّرتْنا، وعبثتْ بقيمِنا، وأخلاقنا، واستَنزفتْ ثرواتِنا، وأوهمتْنا أنّنا حُلفاء، فيما كنّا مجرّد أدوات لا أقلّ ولا أكثر.. والآن، اصطدَم مغولُ الغرب بمغول الشّرق، والذي سيؤدّي الفاتورة هي [أوروبا] الغبية، وقد بدأ يتفكّك اتحادُها وتثور شعوبُها كلّما اقتربتِ الأزمةُ الاقتصادية الخانقة..

Exit mobile version