Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

نهاية أكاذيب الجزائر

تم قبل أيام قليلة تعيين الروسي ألكسندر إيفانكو، ممثلا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش في الصحراء المغربية، ورئيسا لبعثة المينورسو، محل الكندي كولين ستيوارت.
التكوين المهني والمسار الميداني لألكسندر إيفانكو الذي شغل منصب رئيس فريق في المينورسو، كما شغل سابقا منصب مدير الإعلام لبعثة الأمم المتحدة في كوسوفو ومتحدثا باسم الأمم المتحدة في البوسنة والهرسك يكفل له وهو الذي شغل مهمة مبعوث إعلامي في أفغانستان، أن ينجح في مهامه الجديدة للوقوف على أزمة مفتعلة من طرف الجزائر التي تصر الشرذمة الحاكمة فيها على استمرارها، على عكس المغرب الذي قدم بشأنها العديد من الحلول لإنهائها، بما فيها مصلحة البلدين وشعبيهما، خصوصا مصلحة المحتجزين منهم، في مخيمات تندوف التي تنعدم فيها أدنى شروط الحياة فبالأحرى الحقوق والحريات.
لا شك أن المهمة الجديدة لألكسندر إيفانكو الذي اعتاد الشغل بنزاهة الإعلامي المهني المتبصر لاستجلاء الحقائق، وفق معيار قدسية المعلومة وضرورة التحري وحرية التحليل والتعليق، سيكتشف حقائق هذه الأزمة المفتعلة، على الرغم من أن النظام الجزائري يصر على الوقوف ضد تيار كل الحقائق التاريخية والقانونية التي تؤكد على مغربية الصحراء بكونها جزءًا لا يتجزأ من التراب المغربي الذي امتد إلى ما وراء موريتانيا قبل فترة وجيزة من فترة الاستعمار، وتؤكد أيضا على عدم شرعية الكيان الوهمي للبوليساريو باعتباره صنيعة جزائرية.
ألكسندر إيفانكو سيقف كذلك على مصداقية التقارير الأمية والدولية التي تكشف صدقية المغرب ومؤسساته في هذه الأزمة المفتعلة وافتراءات النظام الجزائري الحاضن الرسمي لجبهة البوليساريو بناءً على خلفيات فترة إيديولوجية لم يعد لها من وجود بعد سقوط حائط برلين وأصبحت متجاوزة في ظل القرن الحادي والعشرين والعالم الرقمي.
الأهم ما سيعتمد عليه الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بأدلة دامغة، ليس المسؤولية التاريخية والسياسية والدبلوماسية والعسكرية والإنسانية للجزائر في خلق وإطالة أمد النزاع المصطنع حول الصحراء المغربية، وإنما الأخطاء السياسية والدبلوماسية الفادحة المعتمدة على الكذب والافتراء والباعثة على الاستهزاء من الجزائر كدولة تجاوزها التاريخ ومن الشرذمة الحاكمة فيها، آخرها وثيقة رسمية تم تقديمها في 1975 إلى مجلس الأمن من طرف السفير الجزائري الأسبق تؤكد أن الأطراف المعنية بقضية الصحراء المغربية هي المغرب و الجزائر وموريتانيا، حيث لا وجود لما يسمى بالبوليساريو بهذه الوثيقة التي تعتبر اعترافا ضمنيا وحقيقة ضد الجزائر وقادتها.
إن كان العادي والبادي يعلم أن الجزائر هي من أنشأ البوليساريو وهي من احتضنها على أراضيه، فإن ألكسندر إيفانكو لن يخفى عليه أن الجزائر ذاتها، هي من يمول هذا الكيان الوهمي ومن يمده بالأسلحة المختلفة الثقيلة والخفيفة ومن يمنح قادتها الوهميين جوازات السفر الدبلوماسية، ويمكنهم من تذاكر السفر في درجة رجال أعمال وبفنادق مصنفة، وما عليه إلا أن يؤكدها. ويؤكد التاريخ قبل أن يؤكده ألكسندر إيفانكو أن الجزائر التي أسرت عشرات الجنود المغاربة على امتداد عقدين من القرن الأخير تعسفا، هي التي تحتجز رعايا صحراويين مغاربة في مخيمات العار تنعدم فيها أبسط ظروف العيش، والإنسانية والحقوق، وهي التي أطلقت بداية العام الجاري، من تندوف، ميليشيات مسلحة لعرقلة، طيلة أربعة أسابيع، معبر الكركرات بين المغرب وموريتانيا قبل تحريره نهائيا من قبل القوات المسلحة الملكية.
بالقدر الذي تتحمل فيه الجزائر المسؤولية التاريخية والسياسية في النزاع المفتعل في قضية الصحراء المغربية، بالقدر الذي يتحمل ألكسندر إيفانكو مسؤولية جسيمة في دحض أكاذيب الشرذمة الحاكمة في الجزائر. فالجزائر طرف في النزاع وتصر على استمراره والبوليساريو أداة بين أيدي النظام الجزائري.

Exit mobile version