Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

هل وصلت أزمة طلبة الطب إلى النفق المسدود؟

أزمة قطاع الصحة.. طلبة الطب يقاطعون الامتحانات وينظمون مسيرة وطنية بالرباط

في وقت كانت فيه أزمة طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة في طريقها إلى الانفراج، عادت الأزمة من جديد خطوات إلى الوراء، بعدما قرر الطلبة مقاطعة الامتحانات، المقررة ابتداء من يوم الأربعاء، متهمين الحكومة بالسعي نحو سنة بيضاء.

وكشفت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة، في بيان لها عن تفاصيل لقاء جمعهم الأسبوع الماضي بممثلين عن الحكومة، حضرهم كل من وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وزير الصحة والحماية الاجتماعية والوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة، مشددة أن مخرجاتها لم تستجب لتطلعاتهم بل فيه تراجع مهول عما تم التأسيس له سابقا كأرضية للعمل المشترك.

وأعلنت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، بعد الرجوع للتواصل والأخذ برأي عموم الطلبة عبر الجموع العامة التقريرية واستمارات التصويت الإلكترونية، عن استمرار الطلبة في المقاطعة المفتوحة لكل الأنشطة البيداغوجية بما في ذلك الامتحانات والتداريب الاستشفائية والدروس النظرية.

وتساءل الطلبة عن الجدوى من عرض مقترح إن لم تكن النية تضمينه في محضر اتفاق كتابي، متهمين أن هناك من يسعى لمماطلة وإطالة لأمد الأزمة.

وشدد الطلبة على أن مطالبهم أكاديمية بحتة بعيدة كل البعد عن السياسة، متسائلين عن النية الحقيقة الحقيقية للحكومة في تدبيرها لهذا الملف، معتبرين أن الحكومة تبحث عن حل ترقيعي ينأى عن إرادة حقيقية لحلحة الأزمة ولو كلف ذلك خسارة جيل بأكمله من خيرة أبناء الوطن والدفع بهم للهجرة القسرية.

واتهم الطلبة الحكومة بجرهم نحو سيناريو السنة البيضاء بقرار سياسي محض، محذرين من الكلفة الباهضة لهذا الخيار على البلاد وعلى التقدم السليم لمشروع إصلاح المنظومة الصحية المرتكزة أساسا على التكوين الطبي والصيدلي من جهة، وعلى الصحة النفسية لـ25 ألف طالب وذويهم.

وفي هذا الصدد، قال طالب في كلية الطب بمدينة الرباط، للنهار المغربية، إن وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي أعاد الأزمة إلى نقطة الصفر، وذلك بإقراره امتحانات الدورة الربيعية خلال نهاية شهر يونيو الجاري دون توافق مع الطلبة.

وفي الوقت الذي دخلت فيه أزمة طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، نفقا مسدودا، عبرت مجموعة من الأحزاب عن سخطها من تدبير الحكومة لهذا الملف، مشددين على أهمية استحضار المصلحة العامة في التعاطي مع هذه الأزمة المستمرة منذ أشهر.

وفي هذا الصدد، قال إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، في تصريح لجريدة النهار المغربية، إنه بالضرورة يجب الاستمرار في الحوار وايجاد أقرب السبل لحل هذه الأزمة.

وأضاف المتحدث، أنه يجب استثناء الطلبة المسجلين مسبقا من النظام الجديد الذي تنوي وزارة التعليم الشروع في تطبيقه.

وشدد رئيس الفريق البرلماني، أن الوزارة تحاول تمرير مغالطات بخصوص اعتماد العديد من الدول لخمس سنوات عوض سبعة، مؤكدا على أهمية انقاذ السنة الدراسية.

بدوره، ندد المكتب السياسي لحزب فيدرالية اليسار، بتجاهل الحكومة للإضرابات التي يخوضها طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، وتأثير ذلك على المصلحة العامة للبلاد خاصة بعد قرار الطلبة بمقاطعة امتحانات الدورة الربيعية وتشبت الحكومة بإجرائها ابتداء من يوم الأربعاء.

هذا ولم يتأخر رد الحكومة على تصعيد الطلبة، حيث خرج الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس للتعبير بدوره عن تصعيد الحكومة التي تشبثت بإجراء امتحانات الطلبة في الموعد الذي أعلنته سابقا وزارة التعليم العالي، مشددا أن إعادة البت في العقوبات مشروطة بالتفاعل مع اجتياز الاختبارات.

وقال مصطفى بايتاس، يوم الثلاثاء، إن الحكومة في سعيها إلى تجاوز الأزمة التي طال أمدها عقدت يوم الجمعة 21 يونيو الجاري اجتماعا وزاريا حضره الوزراء المعنيون إلى جانب عمداء كلية الطب والصيدلة وممثلي طلبة هذه الكليات، دعت خلال الحكومة إلى تحمل جميع الأطراف لمسؤليتهم في هذا الملف لا سيما الطلبة وأولياء أمورهم.

وشدد الوزير، أن هذا الملف لا ينبغي أن يخرج عن طابعه التعليمي والتربوي، قائلا إن الحكومة سجلت مجموعة من المغالطات التي شابت الملف، ويتم الترويج لها على نطاق واسع مع تعمد تقديم نتائج وخلاصات غير تلك المتوصل إليها، يغلب عليها الطابع السلبي الذي لا يخدم هدف التوصل لحل للأزمة تفيد مصالح الجميع، يضيف بيتاس.

وفي مواجهة رواية الطلبة الذين اتهموا من جانبهم الحكومة بالدفع نحو سنة بيضاء، أكد بايتاس أن الحكومة عبرت غير ما مرة في اجتماعات عديدة عقدتها مع الطلبة، عن تفهمها لمشروعية بعض الانشغالات المتعلقة بجودة التكوين، مؤكدا أن الحكومة متشبثة بإصلاح التكوين الطبي.

وذكر الوزير، أن الامتحانات ستفتتح يوم الأربعاء 26 يونيو الجاري، ودورتها الاستدراكية ستنظم قبل متم شهر غشت مع برمجة امتحانات الدورة الاستدراكية للفصل الأول في شتنبر 2024.

وأضاف، أنه سيتم استدراك فترات التدريب الاستشفائية التي تمت مقاطعتها، انطلاقا من الموسم الجامعي المقبل، وتعويض نقطة الصفر من بيان النقط بالنقطة المحصل عليها خلال الدورة الاستدراكية للفصل الأول، مؤكدا إعادة البت في العقوبات تفاعلا مع المبادرة إلى اجتياز الامتحانات.

ويذكر أن خمسة أفواج على الأقل، باستثناء طلبة السنتين السادسة والسابعة، قضوا سنة لم يدرسوا ولم يتدربوا فيها، في الوقت الذي تسارع فيه الحكومة إلى إجراء امتحانات تحت التهديد بأخذ نقطة “الصفر” والعقوبات التأديبية.

Exit mobile version