Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

هل يتستر الطالبي على تمويل خارجي لحزب سياسي؟

في غمرة لقاء سياسي حزبي قال رشيد الطالبي العلمي، القيادي في التجمع الوطني للأحرار ووزير الشباب والرياضة،

إن حزبا سياسيا يحصل على تمويلات خارجية. هذه معلومة جديدة، وقد تكون قديمة تلوكها الألسن.

نعم يتحدث عنها بعض السياسيين في الصالونات وفي المقاهي،

ولم يجرؤ أحد على الإفصاح عنها. اليوم أفصح عنها الطالبي وبالتالي أصبحت معلومة في ملك العموم.

هذه المعلومة لم تصدر عن شخص عادي أو سياسي من الدرجة الثالثة .

لكنها صادرة عن رئيس مجلس النواب السابق، أي الثالث بروتوكوليا في الدولة،

والوزير الحالي والقيادي في التجمع الوطني للأحرار، الحليف الأول لحزب العدالة والتنمية،

وواحد من أهم مكونات الأغلبية. وأفعال العقلاء منزهة عن العبث كما يقال. ولا يمكن تعريض الدولة للأخبار الزائفة وبالتالي من حق الجميع أن يعرف حقيقة المعلومات التي تقدم بها رشيد الطالبي العلمي.

من حق العلمي أن يستعمل كل ما يملك من أدوات لمواجهة خصمه السياسي

لكن نعيب عليه أنه تحدث أمام الملإ بدل أن يحمل ملف القضية

وأن يرفع ما بين يديه من وثائق إلى النيابة العامة صاحبة الاختصاص

في حكم القانون هو اليوم متستر على جريمة

ما دام يعرف أن هناك حزبا سياسيا يتم تمويله من الخارج ولا يتوجه

رأسا إلى القضاء فهو متورط في التستر على جريمة.

الدولة ومؤسساتها ليست للعب. ومن أراد تصفية الحسابات مع خصومه فليستعمل الأدوات الممكنة

بعيدا عن توظيف أمن البلاد والعباد في ذلك

فتمويل حزب سياسي من قبل جهة أجنبية يعني أن هناك مؤامرة تدور على البلد ولا تعرفها الأجهزة ويعرفها الطالبي العلمي

مهما تكن صحة الادعاء لابد أن تكون هناك قرائن على مدعاه تاركا للمحكمة البحث عن الحجج.

السؤال المحير هو أن الطالبي العلمي، وزير في الحكومة، التي وضع الدستور تحت تصرفها كافة الإدارات،

ولم يقم بواجب البحث والتحري عن مصدر الأموال والجهة الموردة لها، والسبب وراء ذلك.

لكن السؤال الأكثر حيرة هو لما نعرف أن الحزب المعني يجلس معه التجمع الوطني للأحرار على مائدة واحدة هي مائدة الحكومة،

ويقتسمون بالكوطة توزيع المناصب العليا، ويستفيدون جميعا من توزيع خيرات الحكومة

نريد أن نعرف إن كان الطالبي العلمي لا يعرف أن الجلوس مع المجرمين قد يؤدي به إلى المحاسبة أيضا

كيف سمحت له نفسه بمجالسة من يعرف أنهم يجلبون المال من الخارج لتنفيذ المؤامرة ضد البلاد؟

كيف ينظر الطالبي العلمي إلى الأجهزة المكلفة بمكافحة ذلك؟

وهل تجهل الأمر وبالتالي فإن وجودها سيصبح محل تساؤل؟

المنطق كان يفرض التالي: أن ينسحب التجمع الوطني للأحرار من الحكومة وإذا رفض يقدم الطالبي

استقالته ويحمل الملف الذي بين يديه إلى النيابة العامة لمواجهة هذه المؤامرة،

وإلا فإنه مجرد شعبوي صغير يقلد من ينتقدهم.

 

Exit mobile version