Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

وزراء خارجية دول الساحل يشيدون بالمبادرة الملكية لربط المنطقة بالمحيط الأطلسي وتعزيز التعاون جنوب – جنوب

أشاد وزراء خارجية دول الساحل الثلاث (بوركينا فاسو، النيجر، ومالي) بالمبادرة الملكية التي أطلقها العاهل المغربي الملك محمد السادس، والرامية إلى تمكين بلدانهم الحبيسة من ولوج استراتيجي إلى المحيط الأطلسي، معتبرين أن هذه الخطوة تندرج ضمن رؤية متكاملة لتعزيز التعاون جنوب – جنوب، وترسيخ السلم والاستقرار في المنطقة.

وجاءت هذه التصريحات عقب الاستقبال الذي خصّ به جلالة الملك محمد السادس نصره الله، يوم السبت، وزراء الشؤون الخارجية لكل من بوركينا فاسو ومالي والنيجر، بالقصر الملكي بالرباط، في لقاء حظي باهتمام بالغ، وأكد على الطابع التضامني والدينامية المتنامية التي تشهدها علاقات المملكة مع دول الساحل.

وقال كاراموكو جون ماري تراوري، وزير الخارجية والتعاون الإقليمي لبوركينا فاسو، إن جلالة الملك محمد السادس “كان على الدوام مدافعًا كبيرًا عن التعاون جنوب – جنوب”، مشيراً إلى أن المبادرة الملكية الأخيرة تعكس هذا التوجه بوضوح، وتفتح آفاقًا جديدة أمام دول الساحل نحو الأسواق العالمية عبر منفذ أطلسي استراتيجي.

وأضاف الوزير البوركينابي أن اللقاء مع الملك شكل مناسبة لتبادل الرؤى حول سبل تعزيز التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف، لافتاً إلى إعجابه بمستوى إلمام العاهل المغربي “بتفاصيل الأوضاع في بلداننا، واستعداده الكبير لإعادة بناء علاقات متينة مع أشقائه الأفارقة”.

من جهته، قال وزير الخارجية النيجري، باكاري ياوو سانغاري، إن المملكة المغربية كانت من أوائل الدول التي أبدت تفهماً لمتطلبات المرحلة الانتقالية التي تمر بها بلدان الساحل، مؤكداً أن المغرب لم يتردد في التعبير عن تضامنه، بعيداً عن أي تدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول.

وأبرز سانغاري أن المبادرة الملكية لربط دول الساحل بالمحيط الأطلسي تمثل “نعمة حقيقية” لبلدان تعاني من غياب منافذ بحرية، مشيراً إلى أن الرباط عبرت، خلال اللقاء، عن استعدادها لمواكبة هذه الدينامية، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار التحالف القاري.

أما وزير الخارجية المالي، عبد الله ديوب، فقد أكد بدوره على “الامتنان العميق” الذي تكنه بلاده للدعم الموصول الذي تبديه الرباط تجاه اتحاد دول الساحل، مشدداً على أهمية المسارات الدبلوماسية التي يحافظ عليها المغرب من أجل المساهمة في استقرار المنطقة وتنميتها.

وقال ديوب إن العاهل المغربي جدد خلال اللقاء “الالتزام الراسخ” للمملكة بتعزيز علاقات الشراكة مع دول الساحل، وتكثيف مجالات التعاون الاقتصادي واللوجستي والأمني معها، مشيراً إلى أن هذه المبادرة تترجم رؤية متبصرة لعاهل المملكة إزاء التحديات المشتركة التي تواجهها القارة الإفريقية.

وأضاف أن اللقاء نقل أيضًا رسائل تقدير وتحيات رؤساء دول الساحل الثلاث إلى الملك محمد السادس، كما شكل مناسبة لإبراز الأهمية الجيوسياسية للمبادرة المغربية في إعادة تشكيل خريطة التعاون الإقليمي.

ويأتي هذا اللقاء في سياق إقليمي حساس، يشهد تحولات سياسية وأمنية متسارعة، وسط توجه متزايد من قبل دول الساحل نحو تنويع شراكاتها الدولية، وتقوية روابطها مع الدول الإفريقية ذات التوجه التضامني، وعلى رأسها المملكة المغربية.

Exit mobile version