وقف وزير الداخلية الإسباني أمام الغرفة الثانية من برلمان بلاده، وبعد ثلاثة أشهر على أحداث محاولة اقتحام سياج مليلية المحتلة، ليقول إنه لا يمكن أن يلقي باللائمة على الطريقة التي تعامل بها المغرب مع الحدث، بل بالعكس لقد تعامل المغرب بطريقة حضارية مع القضية، والوفيات كانت ناتجة عن التدافع، بينما تعرض 55 من قوات الأمن والقوات العمومية المغربية للاعتداء، ولم يفوت الوزير الإسباني الفرصة ليقوم بتحية هؤلاء، الذين ضحوا حماية للأمن والاستقرار في احترام تام لما تفرضه القوانين والأعراف الدولية.
الوزير الإسباني كان أول أمس الأربعاء بصدد الرد على تساؤلات البرلمانيين قصد توضيح ما جرى يوم 24 يونيو الماضي، وشدد على التنسيق المغربي الإسباني لصد اقتحام المهاجرين غير النظاميين، حيث كان حوالي 1700 مهاجر يحاولون اقتحام السياج.
مقابل رأي وقول الوزير الإسباني، وهو كلام رجل دولة لها حسابات سياسية وجيوسياسية، ويعرف جيدا أن المغرب بلد لا يمكن أن يسكت أمام الفوضى، هناك كلام ما زال متداولا لدى “وزراء” “جمهورية الكمون”، الذين لا يتركون الفرصة دون أن يسيئوا إلى بلدهم المغرب، وينتظرون الفرصة البسيطة ليركبوا عليها قصد إرسال الخطابات لمن يمول ويعطي، خصوصا إذا كان “السبونسور” قد أغلق صنبور الضخ المالي، فكلما انغلق الصنبور علت أصواتهم حتى يلتفت إليهم سيدهم، الذي هو بدوره ليس سيدا بحكم خدمته لأجندات مشبوهة.
عندما يتحدث الوزير الإسباني، فهو يعرف أن وراءه مسؤولية ومحاسبة ومتابعة، وبالتالي فهو لا يتحدث إلا عن دراية بالموضوع ووفق معطيات الميدان، التي توصل بها في حينها، ويعرف قيمة المسؤولية التي تحملها الأمن المغربي والقوات العمومية من أجل حماية الرقعة الجغرافية من أي اهتزاز يحصل لها بعد وجود هذا العدد الضخم من المهاجرين غير النظاميين.
لكن كلام منتسبي “جمهورية الكمون” هو مجرد كلام إنشائي ودعائي لا يستند على أية معلومة دقيقة، وهو لا تهمه حقيقة المعلومات والمعطيات، بل تهمه المغالطات والفايك نيوز وكل أنواع الشائعات، التي بواسطتها يستطيع تحقيق الذات، وتقديم عربون الولاء والإخلاص في العمالة الذي يتم تحويله إلى مبالغ مالية بالدولار واليورو.
إسبانيا تعرف جيدا أن المغرب بلد مهم في التعاون الأمني الاستراتيجي، والمغرب يعرف جيدا دوره، لكن يعرف المنصفون أن المغرب طور آليات كثيرة لحماية حقوق الإنسان، كما أن المغرب يعتبر بلدا رائدا في تدبير الهجرة واللجوء، وقد منح أوراق الإقامة لحوالي 50 ألف مهاجر، في انتظار تسوية وضعية آخرين، وكثير منهم اندمج في الحياة الاجتماعية المغربية، وكما قال جلالة الملك محمد السادس فإن المغرب تحول من بلد عبور للمهاجرين إلى بلد إقامة، وكثير منهم استقرت به السبل هنا وكوّن أسرة وأصبح واحدا منا، وهذا ما تدركه إسبانيا والأمم المتقدمة إلا دعاة ومنتسبو “جمهورية الكمون”.
وزير إسباني منصف و”جمهورية الكمون” المغرضة
