Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

وهبي صاحب “الموكب”

المغاربة اكتووا بنار الزيادات في الأسعار وعلى رأسها أثمنة المحروقات. ورغم الارتفاع المهول لثمن الغازوال فإن عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، لم يكترث وهو يقود “موكبا” طويلا من السيارات، المرتفعة الاستهلاك، ليدشن مقر القاضي المقيم بمدينة أبزو الصغيرة نواحي أزيلال. عشرات السيارات من الطبيعي أن تكلف خزينة الدولة أموالا طائلة، منها من ذهب من الرباط ومنها من بني ملال ومنها من أزيلال.
مركز القاضي المقيم مهم ويدخل في إطار سياسة تقريب الإدارة من المواطنين، وهو شبه محكمة صغيرة، يتم وضعها في المناطق الصغيرة التي تكون فيها القضايا قليلة، ولا يمكن، طبعا التقليل من أهميته، لكن “البهرجة” التي قام بها وهبي لا لزوم لها، بل إن موكب السيارات وجد صعوبة في الركن في مدينة صغيرة جدا على أطراف الجبل. مدينة تحتاج للكثير من الحكومة مما ينبغي أن يضاف إلى المركز المذكور. تحتاج لكل الخدمات.
كان بالإمكان أن يقوم الوزير وهبي رفقة بضعة مسؤولين في سيارتين أو ثلاث بتدشين المقر المذكور أو يكلف مسؤولا مركزيا من الوزارة أو يكلف مسؤولا جهويا ليقوم بهذا الدور، ومن أجل الوقوف على البنيات وسير الأشغال هناك مكلفون من الوزارة بهذه المهام، ولم يكن ضروريا استغلال عشرات سيارات الدولة وبالتالي أموال طائلة من المحروقات، التي تجاوزت في بعض الأصناف 18 درهما.
هذه الصيغة لم يعد معمولا بها في المغرب، وهي تذكرنا بزمن الراحل إدريس البصري، حيث كان يذهب موكب كبير لتدشين “صنبور ماء”، أما اليوم فيكفي بضعة مسؤولين يرافقون الوزير للقيام بدوره، والأدهى والأمر أن يقوم وهبي بهذا الأمر في وقت الجائحة، التي فرضت على المغاربة الثقشف، وفي وقت الحرب الأوكرانية، التي فرضت على المغاربة مزيدا من التقشف.
يبدو أن الحكومة ليست في وارد بالها أن تكون على مستوى واحد من الشعب، كما يفرض ذلك التطور التاريخي للمجتمع المغربي وللدولة المغربية، التي رأينا رئيسها، أي جلالة الملك محمد السادس، يقدم “فطورا” رمضانيا عاديا أثناء استقباله لرئيس الحكومة الإسبانية سانشيز ولرئيس دولة الإمارات محمد بن زايد، وكانت رسالة لم يستوعبها من يُفرض فيهم أن يكونوا أول من يستوعب الرسائل الملكية.
فما قام به وهبي من بهرجة لا يمكن تفسيره إلا بإرضاء الغرور، وهو الأمر نفسه الذي قام به محمد مهدي بنسعيد، وزير الثقافة والشباب والتواصل، الذي نظم عشاء باذخا من الميزانية العامة استدعى له ضيوف المعرض الدولي للكتاب في وقت يوجد فيه فنانون في حالة عوز مدقع نتيجة الظروف التي فرضتها الجائحة. محاولات التشبه التي يقوم بها وزراء حكومة أخنوش دليل على نوع من التطلعات غير المشروعة.

Exit mobile version