Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

أبيدجان..يسف يبرز قيم التسامح التي يدافع عنها جلالة الملك

أكد الدكتور محمد يسف الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، أن المشتركات المقررة في الأديان، تدرأ آفات الغلو والتطرف، والتمييز والتعصب، والصراع والنزاع، أيا كان مرجعها أو الدافع إليها؛ حينما تجعل من قيم الأخوة الدينية والإنسانية، المبنية على التراحم والسماحة، والتوسط والاعتدال، والعفو والصفح، والتعاون على فعل الخير؛ محددات أساسية ضمن نسيج العلاقات والروابط الفردية والجماعية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها بالنيابة عنه الدكتور سعيد شبار، رئيس المجلس العلمي المحلي لبني ملال، يوم الأربعاء بأبيدجان خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال الندوة الدولية التي تنظمها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، والمجلس الأعلى للأئمة والمساجد والشؤون الإسلامية بكوت ديفوار حول موضوع: “الرسالة الخالدة للأديان”.
وأكد الدكتور يسف أن غاية هذا الملتقى هي إبراز إسهام الأديان السماوية في ترسيخ قيمة السلام التي تنشدها البشرية، وتأكيد محوريتها ومركزيتها في دين الإسلام الذي يجعل من الدخول في السلم، والجنوح إليها، أصلا وما دونه استثناء.
وذكر بالزيارة التاريخية التي قام بها قداسة البابا فرنسيس، الى المغرب بدعوة من أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس في مارس 2019، وما مثلته من لقاء بين رمزين ومرجعيتين دينيتين عالميتين، كان من أبرز تجلياته إرسال رسالة السلم والسلام، والأمن والايمان الى البشرية، وإعادة الاعتبار الى قيم التعارف والسماحة التي تدرأ آفات التعصب والتطرف.
وتناول السيد يسف ما ورد في خطاب أمير المؤمنين بهذه المناسبة من أن “الديانات السماوية، لم توجد فقط للتسامح فيما بينها، بما ينطوي عليه مفهوم التسامح من رغبة في التجاوز والصفح؛ وإنما وجدت لانفتاح ببعضها على بعض، والتعارف فيما بينها في سعي دائم للخير المتبادل؛ فالتطرف سواء كان دينيا أو غير ديني، يبقى مصدره انعدام التعارف المتبادل”.
وأضاف أن قارتنا الافريقية اليوم، هي في أمس الحاجة الى مثل هذه اللقاءات الحوارية التواصلية، بين مختلف القادة الدينيين عموما، وبين الطرفين الإسلامي والمسيحي على وجه الخصوص؛ وذلك استثمارا للمشتركات الكثيرة المقررة في الأديان، وانتفاعا بالمصالح المترتبة عنها في الحياة؛ ودرء لآفات الهيمنة والتنافس المادي الشرس، الذي أقحمت فيه العولمة البشرية اليوم، والذي أضر بقيم المجتمع، والأسرة، والصحة، والبيئة..، وغيرها من المصالح الحيوية والمعيشية للناس.
وأوضح من جهة أخرى أن موضوع هذا الملتقى في حوار الأديان، في علاقتها بتقرير السلم والأمن بين الأمم والشعوب، يقع في صلب المطالب الإنسانية والمساعي العالمية؛ والتي يمكن أن تقدم فيها الأديان خدمات جليلة، للقيم والمعاني والرموز التي تحملها.
وأضاف أن بعضا من كبار المنظرين الدينيين، جعلوا الحوار بين الديانات شرطا للسلام بين الحضارات، وذلك لأن أصول الحضارات الكبرى ديانات، ولكون هذه الديانات، من جهة أخرى، تحمل القيم والمبادئ الإنسانية الفطرية المشتركة بين الناس جميعا، وتتماهى مع حقيقة الوجود الآدمي، استخلافا وتكريما وتكليفا. فالإنسان حامل الأمانة في قوله تعالى: “وحملها الانسان” (الأحزاب 72)، هو حامل كلمات الله في الديانات كلها، يسعى بها في الأرض، ويحقق بها عمرانه وحضارته.

Exit mobile version