لكبير بلكريم
كنا نسمع من جيل الأربعينيات وما قبلهم، كلاما جد معبر كلما شاهدوا ظاهرة جديدة وغريبة لم يعايشوها من قبل، وقد تكون متناقضة مع ما اكتسبوه خلال تربيتهم، أو متناقضة مع ديننا الحنيف، فيقولون ” أخّر التّوَاخِير” تعبيرا منهم على وشك نهاية العالم بظهور ظواهر متناقضة تماما مع عقولهم، لدرجة أنهم يطلقون هذا التعبير وهم كلهم حسرة وألم.
صدقوا في قولهم من وجهة نظرنا ونحن نشاهد ذوي الميول الجنسية المغايرة في كثير من الدول حول العالم أصبحوا يتمددون ويتكاثرون ويخرجون للعلن، كما أصبحوا يروجون لانتمائهم وتوسيع قاعدة المنتمين عن طريق الترويج لشعاراتهم وأعلامهم، والتي اكتسحت مجالات الطفولة انطلاقا من بعض الحلويات التي تباع بالمحلات بالأحياء الشعبية والراقية، ولتوسيع ذلك ظهرت رموزهم بعلب مخصصة لفائدة الأطفال تحت ذريعة تزيل القلق والضغط.
ومازال أصحاب الهويات الجنسية المختلفة مع الطبيعة، يواصلون غزوهم ومعركتهم وسط الأطفال، وتمكنوا بقوتهم الاقتصادية من الترويج لهم عبر مقررات ودفاتر وأدوات مدرسية الخاصة بالمدارس الخصوصية.
رسوم تظهر أشخاصا من ذوي الميولات الجنسية المختلفة كأن يعانق ذكر ذكرا ويبدي على بطنه وكأنه حامل لجنين من نفس جنسه ثم يواصلون إرسال رسائلهم عبر صور لنساء وفتيات في أوضاع حميمة، ما هو إلا استهداف الناشئة لتكوين عقلها على الاعتراف والقبول بما ينقلون لهم عبر قنواتهم التي هم في طريق التحكم بها.
استهداف يطال الناشئة لمحاولة تربيتها على الإيمان بذوي الميولات والهويات الجنسية المغايرة للطبيعة البشرية، وتمكنوا من طبع شعاراتهم وأعلامهم وألوانهم على الأدوات المدرسية التي أصبحت كلها قوس قزح واقتحمت أسواق الدول العربية والإسلامية عبر أسواق تجارية كبرى.
الخطر القادم أو أخر التواخير، أن تصبح الأجيال القادمة لا تفرق بين الانتماء الفيزيولوجي، وإن تشبعت بأفكارهم وانساقوا لتيارهم، لا محالة سيتوقف النسل وجيلا بعد جيل سينقرض الناس، ولم تعد النساء تلد بعدما يكون مجتمع الميم قد توسع بشكل رهيب ونما وترعرع وسط المجتمعات العربية والإسلامية، مزعزعا بذلك القيم والمعتقدات والمكتسب والموروث عبر الأجيال.
أخر التواخير، نعم سننقرض ولم نعد نتوالد ونتكاثر وسيقل النسل، إن لم نقل سيصبح من المحظور أن يتساكن المرأة والرجل، ويتوالدا، ستصبح هذه قاعدة شاذة بعد ربح المعركة من طرف ذوي الهويات الجنسية المختلفة والمغايرة وانهزمنا أمامهم، سيصبح الأسوياء جنسيا غرباء أمام أصحاب الميولات الجنسية الشاذة
وتشمل هذه المجموعة العديد من الفئات، هي المثليين باختلاف التوجهات ومزدوجي الميول والعابرين جنسيا والعابرات، وأي فئة أخرى من ذوي الميول الجنسية غير التقليدية.
والعلم الأشهر للمغايرين جنسيا هو علم قوس، الذي يرجع إلى سبعينيات القرن الماضي لكن حدث كثير من التغييرات خلال الأعوام الخمسين الماضية، وشهدت الأعوام الأخيرة ظهور أعلام جديدة لتمثل التنوع والفئات المختلفة لذوي الميول المغايرة.
ومع شيوع استخدام مواقع مثل ريديت وتامبلر، تمكن الناس من العثور على من يشبهونهم في الميول والهويات، وخرجت من هذه المجموعات أفكار لأعلام جديدة لتمثل شتى الفئات.
إنه أخر التواخير.
أخر التّوَاخِير….إن ربح أصحاب “حرية الجسد” معركتهم
