Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

“أخنوش إرحل”…من الهاشتاغ إلى الشعار

قبل فترة من الآن انطلقت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي وأساسا الفيسبوك، باعتباره الأكثر استخداما في المغرب، رفعت هاشتاغ “أخنوش إرحل.. الغازوال 8 دراهم والبنزين 7 دراهم”. هذه الحملة أزعجت رئيس الحكومة ومن يدور في فلكه، فجنّد لها صحفيين من بقايا “تاريخ البصري” ومجموعة طبالة وغياطة، لم يناقشوا أصحاب الهاشتاغ ولكن اتهموهم، حيث تم وصفه بالانهيار الأخلاقي والتهديد للاستقرار وأنه مجرد مؤامرة يقودها تيار معين وهي قادمة من الشرق وأحصوا حتى عدد “الحسابات المزيفة”.
من اليسير اليوم التأكد من أن الهاشتاغ مدعوم أو غير مدعوم “سبونسوريزي”. وبالتالي لا مجال لممارسة المغالطة من أية جهة كانت. لكن نحن سنضعها في “الجبّاد الأخير”، ولنفترض مع أخنوش وزمرته أن هذا الهاشتاغ مخدوم وأن تيارا معينا هو من يقوده.
لكن لن يستطيع أخنوش أن ينفي أننا في مرحلة أخرى غير تلك التي انطلق فيها الهاشتاغ، وأصبحنا في مرحلة الشعار. لم يعد الأمر يتعلق بهاشتاغ على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن نختلف حوله، ولكن القصة اليوم مختلفة تماما، حيث تم رفع الشعار في مواقع “فئوية”، في مهرجان تيميتار، حيث لا يمكن تصور وجود “التيار” الوهمي هناك، وفي ملعب كرة القدم وفي مباراة نسوية يستحيل أن يتجرأ أصحاب التيار لرؤية “أفخاذ” اللاعبات.
إذا كانت زمرة أخنوش ودفاعه تقدموا بدفوعات شكلية واعتبروا الحسابات مزيفة، فهل من رفع الشعارات أيضا أشباح وهمية وغير حقيقية؟
نحن اليوم أمام تحول ينبغي أن يتم الإنصات له والتفاعل معه، هو الانتقال من الهاشتاغ إلى الشعار، ويمكن معالجة كثير من الإشكالات مادام الأمر يتعلق برفع الشعار من قبل فئات محددة، قبل أن ينتقل إلى الشارع ويصبح عاما ويصبح من الصعب التحكم فيه بل كلما خرجت الأمور إلى الشارع اتسعت رقعة المطالب وخرج الشعار عن طوره إلى أطوار أخرى.
قلنا في وقت سابق إن أخنوش يسعى إلى الانقلاب على الدستور من خلال استغلال وسيلة إعلام عمومية أرجعته مقدسا في وقت أصر جلالة الملك على الاحتفاظ بلقب “التوقير”، وفي أمور عديدة هناك محاولات انقلابية على الدستور، الذي يعتبر جوابا عن أسئلة الشارع ومطالبه، التي استجاب لها جلالة الملك بسرعة نادرة لم نَرَهَا في أي بلد من بلدان العرب وغيرها.
كان بالإمكان أن يبقى الهاشتاغ على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، وفي هذه الحدود بالضبط، وقد لا يسير إلى الهدف الأقصى، لو أن الحكومة استجابت لمطلب تخفيض أسعار المحروقات باعتبارها المتسببة في كافة الزيادات، وأقرت مخططا لهذه التخفيضات مثلما فعلت دول كبرى مثل أمريكا، التي ألغت الضرائب على المحروقات لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد، لكن حكومتنا رفعت التحدي ورفعت شعار “اللي عندو طونوبيل يتحمل مسؤوليتو”، وبما أن الحكومة هذا شكلها وهذا سلوكها فلننتظر ما هو أسوأ غير أن الشعب لا يمكن أن تكسر ذراعه.

Exit mobile version