Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

أخنوش الشريك في حكومة “تعطيل التنمية”

ما زال عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، يداري عن الضربات، التي يتلقاها من كل جانب بالهروب إلى الأمام، فبعد أن زعم عبر ذبابه الإلكتروني والصحافة التي يهيمن عليها، أن الذين رفعوا شعار “أخنوش إرحل” مجرد جهات مغرضة، ارتفع الصوت هذه المرة من داخل التجمع الوطني للأحرار، ومن داخل الملتقى الذي نظمته شبيبة الحزب، وقد نفى أيضا عبر الذباب وعبر الصحافة التي يهيمن عليها. غير أنه لن ندخل مع أخنوش في جدل حول “إرحل التجمعية” وهي واقعة شهد عليها كثيرون، ولكن سنناقشه فيما قاله، وهو ما لا يمكن له أن ينفيه.
قال أخنوش إن حكومة العدالة والتنمية الأولى والثانية كانت حكومة “تعطيل التنمية”، أي إن عشر سنوات من عمر المغرب ضاعت قبل أن يأتي “المنقذ من الضلال” ليترأس الحكومة، ويبني الإنقاذ بطريقته الخاصة، على صهوة “الانتخابات” بل “الوعود الانتخابية الخيالية”، وقال مرة أخرى، بعد مرور السنة الأولى من عمر حكومته، إنه سينفذ كل وعوده الانتخابية، ولكن لم يقل “هل سينفذها في الولاية الأولى أم الثانية”. من الهم ما قتل.
دعنا الآن نقف عند مفهوم حكومة “تعطيل التنمية”.
الحكومة التي وصفها عزيز أخنوش بأنها حكومة “تعطيل التنمية” كان مشاركا فيها بوزارات مهمة، سواء لما كان بدون لون سياسي أو بعد أن تم صبغه بلون التجمع الوطني للأحرار، الذي سقط عليه رئيسا دون الحاجة إلى المرور من القنوات الطبيعية للترقي السياسي داخل التنظيم، بل تم تغيير كل القوانين الحزبية من أجله، وكان يتولى فيها حقيبة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية مع إضافات أخرى، وبعد أن أصبح “حزبا” تولى الحقيبة المذكورة بالإضافة إلى التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي والصناعة التقليدية والسياحة وهلم جرا.
عشر سنوات من المشاركة في الحكومة، وقد كتبنا قبيل الانتخابات أن المفاضلة بين أحزاب الأغلبية مغالطة سياسية خطيرة، بمعنى أن الأحزاب المشاركة في الحكومة متساوية في المسؤولية سلبا أو إيجابا. حكومة كان يقودها العدالة والتنمية ويسيطر عليها التجمع الوطني للأحرار، لكن خلال الحملة الانتخابية تم تحميل الحزب الإسلامي المسؤولية لوحده.
وهو ما جاء اليوم رئيس الحكومة ليكرره بصفته رئيسا للتجمع. هو رئيس للتجمع الوطني للأحرار ورئيس “تجمع المصالح الكبرى”. لكن ما قاله عزيز أخنوش يطعن فيه هو أولا قبل أن يطعن في الحزب الذي أدى الثمن انتخابيا، ولم يعد يهمه ما يقوله خصومه.
عزيز أخنوش وبعد عشر سنوات من الشراكة مع حزب العدالة والتنمية، فردا وجماعة، عاد ليقول إن حكومته هي “حكومة تعطيل التنمية”. عشر سنوات لم تكن كافية ليستيقظ أخنوش ليعرف أنهم يعطلون التنمية فيحتج على ذلك. لا إنه صبر كثيرا. لكن نحن نقول له: عشر سنوات إما كنت فيها عارفا بتعطيل التنمية وأنت بالتالي مشارك فيها أو جاهلا بذلك وهذا لا يخولك رئاسة حكومة لأنك لا تمتلك الذكاء الكافي لذلك.

Exit mobile version