دعت فعاليات نقابية في قطاع الصحة، أمس الأربعاء، إلى تدخل عاجل لإنقاذ المؤسسات الصحية في جهة الشرق من أزمة خانقة، ناجمة عن نقص حاد في الموارد البشرية والمغادرة الجماعية للأطباء المختصين.
وحذرت الجامعة الوطنية للصحة، في بيان، من “تدهور غير مسبوق” في أوضاع القطاع الصحي بالجهة، مشيرة إلى أن استمرار نزيف الموارد البشرية يعمق معاناة المؤسسات الصحية ويؤثر على جودة الخدمات المقدمة.
ووفق البيان، تعاني الجهة من مغادرة جماعية للأطباء المختصين، إلى جانب نقص ملحوظ في أعداد الممرضين وتقنيي الصحة والإسعاف، ما أدى إلى تحويل العديد من المؤسسات الصحية إلى مجرد محطات عبور للمرضى نحو مستشفى وجدة الجهوي. إلا أن هذا الأخير، بحسب البيان، يعاني بدوره من نقص في التخصصات وطاقته الاستيعابية المحدودة، بينما يواجه المستشفى الجامعي تحديات تتعلق بالضغط الكبير على خدماته.
وأشار البيان إلى أن هذه الأوضاع أثرت سلباً على العاملين في القطاع، الذين يواجهون ظروف عمل قاسية، تشمل الإجهاد البدني والنفسي، وحوادث مهنية مثل التعرض لإصابات بآلات حادة ومخاطر العدوى، فضلاً عن الحوادث المرتبطة بنقل المرضى.
وانتقدت الجامعة “تجاهل المسؤولين لهذه الأزمة”، مطالبة بتدخل فوري لمعالجتها، عبر فتح مباريات عاجلة لتوظيف كوادر صحية كافية وتوفير بيئة عمل مناسبة للعاملين.
وأكدت النقابة في ختام بيانها على استعدادها لخوض خطوات احتجاجية تحت شعار: “المؤسسات الصحية مسؤوليتنا جميعاً.. موظفين ومواطنين، وعلينا حمايتها من التدهور”، معتبرة أن ما تشهده جهة الشرق يمثل “انعكاساً لفشل السياسات الحكومية في إصلاح القطاع الصحي”.