لا يهضم المواطنون المغاربة ما قاله أحمد رحو رئيس مجلس المنافسة، حول الارتفاعات الثلاثة المتتالية لأسعار المحروقات في ظرف يقل عن خمسة عشر يوم الأخيرة؛ “التواطؤ غير مقبول والسوق حرة! !..”
إن لم يكن هذا “الرأي” لا يعني إلا تشجيعا ضمنيا لأباطرة قطاع المحروقات بالمغرب، بعدما مارسوا “سيبة” مفتوحة في أسعار هاته المواد الحيوية خلال اقل من أسبوعين، في وقت يسجل فيه السعر الدولي لبرميل النفط والغاز منحى تنازلي غير مسبوق، فإنه يؤكد تواطؤا مع التواطؤ الذي مارسه هؤلاء الأباطرة، على المغاربة، بزعامة كبيرهم أخنوش وتحت مظلة الحكومة التي يترأسها أخنوش نفسه.. أما القول بحرية السوق بالجزم في حرية سوق المحروقات، فذلك إعلان صريح عن استمرار المنحى التصاعدي لأسعار المحروقات المغربية مهما كانت الظرفية الدولية لسوق النفط ومهما انخفضت أسعارها دوليا، ولك الله يا مواطن في المقبل من الايام مع ارتفاع صاروخي للأسعار، ليس أسعار المحروقات و إنما أسعار باقي المواد الحيوية،و الغذائية منها بالخصوص التي يرتبط توريدها ونقلها و توزيعها بالمحروقات..
قبل قرابة عام من الآن، كان “هاشتاغ” المطالبة بتخفيض أسعار الغازوال والديزل أدخل أخنوش و حكومته في عطلة قبل وقتها المعتاد، حيث لم يُكلف حينها أحد من الوزراء نفسه عناء خروج إعلامي مقتضب جدا عن مبادرة ممكنة لخفض أسعار المحروقات، في الوقت الذي تراجع فيه السعر الدولي للمنتجات الطاقية إلى المستوى الذي كان عليه قبل الرابع والعشرين من فبراير 2021، تاريخ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، هاهو مجلس المنافسة يحسم ويجزم؛ أسعار المحروقات المغربية في ارتفاع متواصل وأباطرة القطاع أحرار في ما يفعلون بجيوب المواطنين”متواطئين” على المغاربة بـ فنية” قل نظيرها ولا تترك قيد أنملة من أثر لـ” الجريمة” من أجل محاسبة لا يمكنها أن تكون إلا في أضغاث الأحلام..
مع هذا الارتفاع الصاروخي ” المحممي”، و الارتفاع المتوقع في المحروقات إلى غاية شتنبر،يكون المغاربة الذين واجهوا فشل سياسة أخنوش الفلاحية وسياسة تدبيره لبرنامج المغرب الأخضر ، وتكبدوا غلاء أضاحي العيد بأسعار غير مسبوقة في تاريخ المغرب المستقل، في مواجهة أخرى قد تكون هي الأعنف، مع الأسعار التي ستفرضها انطلاقا من الآن، تداعيات مصاريف العطلة الصيفية وأسفارها، و “بعبع” الدخول المدرسي المتوقع أن يكون حارقا للجيوب في ظل التواطؤ الرهيب لحكومة اخنوش.
اليوم ودراسة ميدانية تؤكد على مؤشرات اقتراب دخول المغرب أزمة خانقة في الأشهر القليلة المقبلة بسبب اشتداد تداعيات الحرب- الروسية الأوكرانية، ينتشي أخنوش و حكومته بالتواطؤ مع أباطرة المحروقات وهو واحد منهم، ضدا في المواطنين المغاربة، ناهجا سياسة الآذان الصماء تجاه الآثار السلبية لهذه الارتفاعات التي قد تدخل المغرب، ظرفية اقتصادية سلبية غير مسبوقة، وتربط الأسعار المغربية بالارتفاع الدولي لسعر المنتجات الطاقية وتزايد الطلب عليها، كما تزايد الطلب الدولي على الحبوب، مصدر المواد الاستهلاكية الضرورية للمغرب والمغاربة، ما ينبئ ارتفاع فاتورته الدولية للمبادلات و اختلال ميزانه و ميزانيته بارتفاع الحاجة غلى الديون الدولية.
باختصار،إذا كان الجمع بين المال والأعمال والسياسة معادلة صعبة يستعصي حلها، مع حالة أخنوش ومن معه من رجال الأعمال في الحكومة، فإنه كإمبراطور للمحروقات وأعمال أخرى ورئيس للحكومة، لا يصعب عليه التواطؤ، على المغاربة، وهو الذي أبدى استعداده لهذا التواطؤ، منذ حلوله على راس السلطة التنفيذية حينما رفع شعار الله غالب جهارا أمام أول امتحان تعلق بتأخر التساقطات المطرية..
أسعار المحروقات.. التواطؤ! !..
