Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

أسعار المحروقات تُنغص فرحة رمضان

رمضان على الأبواب، هو غدا أو بعد غد. وتاريخيا يستقبل المغاربة رمضان بكثير من البهجة والإعداد الجميل، بدءا من مأكولات وحلويات ووصولا إلى لباس خاص بالشهر الفضيل، وإذا كان المغاربة مبتهجين أكثر لأنه رمضان الأول بعد سنتين من الأزمة التي فرضتها كورونا سيستقبلونه دون قيود، لكن هذه الفرحة نغّصها علينا عزيز أخنوش، رئيس الحكومة وأكبر مستثمر في قطاع المحروقات.
لا يمكن الركون إلى لغة الأرقام في تبرير هذه الزيادات غير المفهومة بتاتا، ولا يمكن تعليق كل شيء على الأزمة الدولية الناتجة عن الحرب في أوكرانيا، لأن دور الدولة، وأداتها الوظيفية الحكومة، هو خلق التوازنات وتحمل بعض أعباء الأزمات، كما تحملت الدولة عبء مواجهة أزمة كورونا، لكن في ملف المحروقات يبدو أن الأمر معقد للغاية.
قلنا أعلاه إن أخنوش هو رئيس الحكومة وأكبر مستثمر في قطاع المحروقات، وأوردنا هذه الصفة ليس مزايدة ولكن قصد الفهم، وعندما نطلق على الحكومة “تجمع المصالح الكبرى”، فلا نريد نعتا قدحيا ولكن اعترافا بالصفة الحقيقية لهذه الحكومة، التي من خصائصها الدفاع عن مصالح من تمثل، وبالتالي لن تفكر بتاتا فيما سيؤدي إليه ارتفاع أسعار المحروقات بشكل غير مضبوط وغير مفهوم، ولن تهتم بتداعياته الاجتماعية.
نحن اليوم أمام حقيقة غريبة. الموزعون، أي الشركات التي تتاجر في المحروقات، تمارس ضغطا كبيرا على الحكومة حتى تضعها أمام الأمر الواقع. بين الموزعين والحكومة شكل من أشكال التواصل، لكن لا ينبغي أن يكون المواطن ضحية لسوء الفهم بين الحكومة والموزعين.
أصحاب المصالح من شركات المحروقات، الذين هم جزء من “تجمع المصالح الكبرى”، يبدو أنهم تجاوزوا الحكومة قصد الضغط على الدولة، مادام أن التحدي يهم اليوم قطاعا استراتيجيا، ستكون له انعكاسات على كل مناحي الحياة، بل يهدد الاستقرار الاجتماعي، مما يؤكد أن التحدي تجاوز الحكومة إلى رفع التحدي في وجه الدولة.
المعادلة غير مفهومة. أخنوش مقسوم على اثنين. أخنوش رئيس الحكومة، والحكومة من أدوات الدولة، وأخنوش أكبر مستثمر في المحروقات. فهل عزيز أخنوش رئيس الحكومة على دراية بما يدور في دماغ لوبي المحروقات؟ هل هو على علم بمحاولة لي ذراع الدولة من قبل موزعي المازوت؟ وهل هو متواطئ أيضا بحكم موقعه التجاري كأكبر مستثمر في المحروقات؟ أم ينبغي أن يكون في صف المواجهة باعتباره رئيسا للحكومة؟ أم هو في “دار غفلون” لا هو هنا ولا هو هناك؟
إن ما يقع اليوم وعلى مقربة يوم أو يومين من رمضان الكريم خطير للغاية وينذر بكارثة لا قبل لأحد بها، وأن محاولة كسر الإرادات في حقل من حقول تهدد الاستقرار الاجتماعي مغامرة ومقامرة بالمؤسسات كافة، ولابد من رادع قوي حتى يعيد هؤلاء إلى جادة الصواب قبل أن نجد أنفسنا جميعا في طريق مليء بالأشواك.

Exit mobile version