في واحدة من تلك الليالي التي تُحفر في الذاكرة الرياضية الوطنية، خطف المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة الأضواء، وتوّج بلقب الدوري الدولي الودي، بعد فوز مثير وتاريخي على المنتخب البرتغالي بنتيجة 6-3، في نهائي استثنائي جمع بين اثنين من عمالقة اللعبة.
ليست مجرد بطولة ودية، ولا مجرد انتصار رقمي؛ هو فوز بطعم الانتصار على التاريخ.
فالبرتغال، بطل أوروبا وثالث العالم، لطالما كانت خصماً عصياً على الأسود، لكن أبناء هشام الدكيك كسروا القاعدة، وقالوا كلمتهم في الوقت المناسب، وعلى أرضهم، وبين جماهيرهم.
مباراة بحجم التحدي
النهائي لم يكن عادياً، بل كان دراما كروية مصغّرة. المنتخب الوطني أبدع، أمتع، وأقنع، متحكماً بإيقاع اللقاء بذكاء وخبرة.
ستة أهداف في شباك البرتغال ليست صدفة، بل نتيجة عمل متراكم، وثقة لا تهتز، وروح جماعية ظلت تنبض حتى آخر ثانية.
قبلها، مر الأسود من نصف النهائي مرور الملوك، عندما أمطروا شباك منتخب الصين بثمانية أهداف دون رد، في عرض هجومي راقٍ أكد الجاهزية الذهنية والبدنية للفريق.
الدكيك: كسرنا الحاجز، وبنينا خطوة للمستقبل
عقب التتويج، عبّر الناخب الوطني هشام الدكيك عن فخره الكبير بهذا الإنجاز، قائلاً:
“سعيد لأننا انتصرنا أخيراً على منتخب البرتغال، بعد مواجهات عديدة لم يحالفنا فيها الحظ. هذا الفوز ليس فقط رمزياً، بل مهم جداً لتحسين ترتيبنا العالمي، وهذا سيُساعدنا خلال قرعة كأس العالم المقبلة.”
وأضاف الدكيك بنبرة واثقة:
“أشركنا عناصر شابة، وأثبتت جدارتها، ما يعطينا عمقاً بشرياً نحتاجه للاستحقاقات القادمة.”
نحو كأس العالم بثقة الكبار
فوز المغرب على البرتغال ليس نهاية القصة، بل بدايتها. إنه إعلان صريح بأن هذا الجيل من لاعبي “الفوتسال” جاهز للمنافسة على أعلى المستويات، وأن الحلم بكأس عالمية لم يعد بعيداً، بل صار يلوّح في الأفق.