Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

“أشبال الخلافة” نواحي مراكش

أصبح أمر تفكيك الخلايا الإرهابية واعتقال الذئاب المنفردة بالمغرب أمرا طبيعيا، ويُحسب للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني قبل وبعد تأسيس المكتب المركزي، بمنحنا هذا الشعور الدال على القوة الضاربة على أرض الواقع، حيث يتم استباق كل الضربات المفترضة أو جلها، مما يخلق روح السلام لدى المواطن، وحتى إقدام الإرهابيين المرتبطين بالتنظيمات المركزية داعش والقاعدة وفروعهما في المغرب الكبير والساحل، على صناعة الأسلحة من متفجرات وعبوات وغيرها أمر معروف، لكن الجديد في الخلية التي تم تفكيكها أمس بسيدي الزوين نواحي مراكش، أضافت شيئا جديدا ومخيفا، هو ما يمكن أن نسميه “أشبال الخلافة”.
وراهن الموقوفون من قبل المكتب المركزي على الاستقطاب والتجنيد في صفوف الأطفال اليافعين، بغرض إشاعة وتعميم الفكر المتطرف، وذلك عبر تنظيم لقاءات دعوية لفائدة أطفال قاصرين بمنطقة سيدي الزوين، بغرض شحنهم وتلقينهم مرتكزات الفكر المتطرف على نهج “أشبال الخلافة” المعتمد من طرف تنظيم “داعش”.
نحن اليوم أمام أمر خطير يسائل عملنا كمجتمع، باعتبارنا الحاضنة المفترضة لليافعين شباب الغد، ومجتمعا مدنيا وعملاء دين وأحزابا وحكومة.
مع كامل الأسف الشديد، ففي الوقت الذي يمارس الأمن عمله على كامل الوجه، فإن الأطراف الأخرى لا تتكامل معه، ونصر هنا على القول إن القطاعات المعنية بهذه الفئة أي الشباب والرياضة والتضامن الاجتماعي قدمت استقالتها، والجمعيات تحولت من تشكيلات مدنية تضم أناسا مستعدين للتضحية خدمة للمجتمع إلى آليات لجلب الدعم، الذي لا يتم المحاسبة عليه بأية طريقة من الطرق إلا لماما.
كانت دار الشباب الحاضنة والأم الثانية للطفولة، التي تحميها من التسكع والتشبع بالقيم غير النبيلة، وفي هذه الدور تعلم الأطفال القيم المغربية والأصيلة وحب الوطن، ومنها أصبحوا يافعين، كل واحد يجد نفسه في اختصاص معين، من رياضة ومسرح وسينما وأدب وغيرها، ثم شباب قادر على الاندماج في المجتمع دون مشاكل، هؤلاء حتى لو وجدوا اليوم فرصة لدخول الجمعيات لن يتعلموا سوى كيفية انتهاز الفرص وتحقيق مراتب جيدة في الترقي الاجتماعي.
هذه الاستقالة عامل كبير في ارتماء الأشبال في حضن التطرف، كان يضاف إليه عنصر هام جدا، وهو وجود مئات الجمعيات ذات التوجه “الديني”، التي تحصل على دعم الدولة وحتى الدعم الأجنبي، تشحن عقول وأنفس الأطفال الصغار بمشاعر الحقد والكراهية تجاه المجتمع، هناك جمعيات تتبنى خطابا معتدلا، لكن في التأطير تقوم بالشحن، هذه العملية تجعل الطفل ثم اليافع لقمة سائغة في فم الإرهابيين من أتباع تنظيم داعش، الذي يؤمن بالنفس الطويل وبالتالي تجنيد صغار السن حتى يكون مسارهم في الإرهاب طويلا، وحتى يكونوا أكثر توحشا بعد نزع براءتهم الطفولية.
لا نستثني من هذه المسؤولية خطاب العدالة والتنمية، الذي شبّه عدم المصوتين على نقابته بقوم لوط، وجمعيات الشيخ السلفي المغراوي والقباج وجماعة العدل والإحسان وغيرها، فهي كلها تتحمل جزءا من المسؤولية حول ارتماء هؤلاء في عش الدبابير الإرهابية.

Exit mobile version