بأسلوبها المتفرد في جمع الفن بالتربية والثقافة بالهوية، عادت أصيلة هذا العام لتنسج فصولًا متعاقبة من الإبداع ضمن موسمها الثقافي الدولي السادس والأربعين، الذي تنظمه مؤسسة منتدى أصيلة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس.
خلال الفترة من 6 إلى 20 أبريل الماضي، احتضنت المدينة العتيقة الدورة الربيعية للموسم، والتي كرّست للفنون التشكيلية بجميع تجلياتها.
على مدى أسبوعين، تحوّل قصر الثقافة إلى ورشة فنية نابضة، شارك فيها 22 فنانًا وفنانة من المغرب وبلدان أخرى كإسبانيا، بلجيكا، سوريا، البحرين، رومانيا وبريطانيا، حيث اشتغلوا في مجالات الحفر، الليتوغرافيا، والصباغة، وسط تفاعل فني متبادل.
ولم يكن الأطفال بعيدين عن هذا الحراك، فقد خُصص لهم “مرسم الطفل” الذي أتاح لأزيد من مئة طفل تتراوح أعمارهم بين 8 و16 سنة فرصة التعبير والكتابة ضمن ورشات مشغل الأدب و”أدب الرحلة”، تحت إشراف مربّين وفنانين. وكانت النتيجة باقة من النصوص الإبداعية التي وعدت المؤسسة بنشرها لاحقًا.
في لحظة وفاء ثقافي، اختُتمت الدورة الربيعية برحلة ثقافية إلى المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، حيث حضر أطفال المشغل ندوة تكريمية للراحل محمد بن عيسى، أحد رموز المنتدى.
في امتداد طبيعي للدورة الربيعية، تنطلق الدورة الصيفية للموسم الثقافي يوم الأحد 29 يونيو، وتستمر حتى 6 يوليو 2025. ستلبس المدينة العتيقة حلّة جديدة من خلال ورشة “الصباغة على الجداريات”، إحدى الفعاليات الرمزية التي دأبت المؤسسة على تنظيمها منذ عام 1978.
وسيشارك في هذه الورشة 17 فنانًا من المغرب، فرنسا، إسبانيا، ليتوانيا، رومانيا وسوريا، إلى جانب ورشة خاصة بالأطفال.
كما يتضمّن البرنامج ورشات تكوينية في المسرح والتنمية الذاتية لفائدة الشباب والأمهات، بشراكة مع جمعية “زيلي آرت”، إلى جانب ورشة للتربية الموسيقية للأطفال، يؤطرها فنانون من معهد البحرين للموسيقى الشرقية، داخل فضاء “طامة غيالنة”.
وفي قلب مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، يتواصل معرض “تشكيليات فصول أصيلة 24” حتى 7 شتنبر القادم.
المعرض يوثق لحصيلة عام كامل من الورشات الفنية، ويضم أعمالًا لفنانين من تسع دول، بينها الإمارات، السنغال، فرنسا، مصر، وسوريا، بالإضافة إلى إنتاجات مرسم الطفل.
موسم أصيلة لهذا العام ليس مجرد تظاهرة ثقافية، بل هو خارطة فنية تربط بين الأجيال، وتُكرّس المدينة كمساحة مستدامة للتربية على الفن، في ربيع مزهر وصيف متلوّن… والخريف ما زال في الطريق.