Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

أطباء وخبراء يدعون لتحسين رعاية مرضى تخثر الدم في المغرب

احتضن المغرب فعاليات اللقاء العلمي المتخصص “الماستر كلاس في الهيموستاز”، الذي نظمته كلية الطب الخاصة بمراكش بشراكة مع مؤسسة “برومالاب” للتشخيص الصحية، بمشاركة نخبة من الأطباء والخبراء المغاربة والدوليين في مجال أمراض الدم وتخثره.

وسلط هذا الحدث العلمي الضوء على التحديات الكبرى المرتبطة باضطرابات التخثر الدموي، بما في ذلك النزيف والجلطات الدموية، التي تشكل تهديدًا متزايدًا للصحة العامة، نتيجة صعوبتها في التشخيص وتعدد مسبباتها سواء الوراثية أو المكتسبة. وأجمع المشاركون على أهمية اعتماد مقاربة متعددة التخصصات، تجمع بين الكفاءات الطبية والعلمية من القطاعين العام والخاص، إلى جانب التكوين المستمر للأطر الصحية وتوحيد الممارسات السريرية لضمان جودة أعلى في الرعاية الصحية.

وأكدت الدكتورة بشرى المالكي، مديرة مؤسسة برومالاب للتشخيص الصحية، أن تنظيم هذا “الماستر كلاس” يأتي استجابة لحاجة ملحّة في الساحة الطبية، ويهدف إلى تعزيز تبادل المعارف السريرية والعلمية حول أمراض التخثر، وتحسين المسارات العلاجية للمرضى. وأضافت أن هذا اللقاء شكل منصة هامة لتنسيق الجهود بين مختلف المتدخلين، ووضع أسس خارطة طريق وطنية ترتكز على المعايير الدولية وأحدث التوصيات العلمية.

وتابعت المالكي أن الحدث، الذي عرف مشاركة واسعة من الأطباء من داخل المغرب وخارجه، يعكس التزاما جماعيا للنهوض بمنظومة التكفل بمرضى اضطرابات النزيف والتخثر، سواء كانت ناجمة عن أمراض وراثية كالهيموفيليا وداء فون ويلبراند، أو مكتسبة كالحالات المرتبطة بالحمل، أو العمليات الجراحية، أو الأورام، أو حتى بفعل استخدام مضادات التخثر.

من جهته، أبرز البروفيسور مولاي إسماعيل العلمي، رئيس الجامعة الدولية للطب بمراكش، أن اللقاء العلمي يدخل في إطار دعم الأولويات الوطنية الرامية إلى تسهيل ولوج المواطنين إلى خدمات صحية ذات جودة عالية، وتجسيد التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الداعية إلى تطوير المنظومة الصحية، عبر دعم البحث العلمي وتكريس التكوين الطبي المستمر، ورفع كفاءة الممارسين الصحيين.

وأوضح العلمي أن هذا الحدث يعكس روح المسؤولية المشتركة في النهوض بصحة المواطن، مشددا على أن تكوين أطباء المستقبل داخل مؤسسات أكاديمية مرموقة يعد من بين المرتكزات الأساسية لتحديث القطاع الصحي الوطني.

وتناول اللقاء عدة مواضيع دقيقة ومحدثة، من بينها آخر المستجدات العلمية حول التشخيص والعلاج في أمراض التخثر، حيث قُدمت عروض تفاعلية وجلسات عمل مشتركة بين مختلف التخصصات، بهدف تبادل التجارب وتنسيق الممارسات وفق أحدث ما توصل إليه الطب الحديث.

كما شدد الدكتور مصطفى المشرقي ، أحد المتدخلين الرئيسيين في المؤتمر، على أن “العلم الطبي علم حي ومتطور، ومن الضروري متابعة مستجداته وتقاسم المعرفة مع الجسم الطبي والمجتمع ككل”، معتبراً أن الابتكار والتجربة والتكوين المستمر، هي مفاتيح أساسية لبناء ممارسة طبية متجددة ومواكبة للتحديات.

واختُتم اللقاء بتوصيات عملية تهدف إلى تحسين التكفل بمرضى اضطرابات التخثر، وتأسيس شبكة وطنية للممارسات الجيدة، تقوم على التعاون بين مختلف القطاعات المعنية، وتطوير آليات التشخيص والعلاج، بما يضمن جودة أعلى في الرعاية الصحية وفعالية أكبر في الاستجابة للمتغيرات السريرية.

ويمثل هذا الحدث العلمي خطوة نوعية نحو بلورة سياسة صحية ناجعة في مجال أمراض الدم، تعكس تطلعات المواطنين، وتواكب التوجيهات الملكية السامية للنهوض بالقطاع الصحي، وترسّخ مبدأ التكامل بين الفاعلين لتقديم خدمات صحية ترتقي إلى أعلى المعايير الدولية.

Exit mobile version