Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

أكاديمي متخصص في فلسفة ابن رشد يبرز الاهتمام الذي يوليه جلالة الملك لقضايا المرأة

ابرز الأكاديمي فؤاد بن أحمد المتخصص في فلسفة ابن رشد ومصيرها في السياقات الإسلامية والغربية الاهتمام الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس لقضايا المرأة، ودعوة جلالته في خطاب العرش الأخير، إلى تفعيل المؤسسات الدستورية المعنية بحقوق الأسرة والمرأة، وتحيين الآليات والتشريعات الوطنية، للنهوض بوضعيتها، مبرزا أدوار نساء مغربيات رائدات أثرن بشكل كبير في المجتمع. و قال الأكاديمي فؤاد بن أحمد المتخصص في فلسفة ابن رشد ومصيرها في السياقات الإسلامية والغربية ، إن وجهة نظر هذا الفيلسوف بخصوص قضية المرأة، بوصفها إحدى أكثر القضايا إشكالية وإثارة للسجال، تكشف عن عمق فلسفي وفكري تقدمي فريد.

وأوضح بن أحمد، أستاذ تاريخ الفلسفة وعلم الكلام في الإسلام بجامعة محمد الخامس بالرباط، أمس الخميس في المحاضرة السابعة، ضمن سلسلة محاضرات شهرية بعنوان “خميس ابن رشد”، تنظمها مؤسسة المدى – دار الفنون، وتعنى بفكر ابن رشد وتأثيره في الشرق والغرب، أن موقف هذا الفيلسوف العربي المسلم ورؤيته الفلسفية من مكانة المرأة، تميزا ببعد استشرافي وكانا سابقين لعصرهما، ويمكن اعتبارهما إن “صح التعبير تقدميين”.

وأبرز أن ابن رشد، الفقيه المالكي وقاضي القضاة في زمانه والطبيب والفلكي الذي ولد في قرطبة بالأندلس وتوفي في مراكش، بلور تصورا منصفا لقدرات المرأة الم ساوية من حيث الطبيعة للرجل، وهو ما يؤهلها للقيام بالأعمال نفسها دونما تمييز، مسجلا أن موقف ابن رشد الذي عاش في القرن الثاني عشر للميلاد جدير بالتفكير والتأمل والاستئناس به في العصر الحاضر.

وتوقف أستاذ مادتي الفلسفة ومناهج البحث بمؤسسة دار الحديث الحسنية، مطولا عند مقاربة ابن رشد الفلسفية السابقة لعصرها بخصوص العديد من القضايا المجتمعية، لاسيما تلك المتعلقة بوضعية المرأة، والتي يمكن اعتبارها “حداثية”، وتكتسي طابعا راهنيا، مبرزا الحاجة الى هذا الفكر في مختلف المواضيع، وخاصة موضوع المرأة.

كما تطرق بن أحمد الى محطات من الفكر الفلسفي لابن رشد، خاصة في شقها المتعلق بمكانة المرأة لدى العديد من الفلاسفة منذ أفلاطون وأرسطو مرورا بالقديس توما الاكويني، وغيرهم من الفلاسفة الذين التقت أفكارهم، حسب المحاضر، عند “تهميش المرأة وتحقيرها والتعامل معها بدونية، وهو ما يختلف معه ابن رشد جملة وتفصيلا”.

ويرى المحاضر أن أهمية فكر ابن رشد وتأثيره في الشرق والغرب من زوايا مختلفة، له راهنية خاصة، “فمكانة المرأة لم تكن موضع تقدير من قبل رجال الدين والفقهاء عموما، كما لم تكن موضع تقدير من طرف الفلاسفة، ولا أتحدث عن الفلاسفة القدماء فقط أو فلاسفة القرون الوسطى، وإنما أيضا فلاسفة العصر الحديث، قبل القرن العشرين، فهنالك موقف عام تحقيري للمرأة”.

وأضاف “إننا نجد موقفا استثنائيا لدى فيلسوف عربي مسلم وفقيه أيضا، هو أن ابن رشد يؤمن بالمساواة بين المرأة والرجل، حيث يرى أن العمل الذي يقوم به الرجل يمكن أن تقوم به المرأة، أيضا، فمثلما يمكن أن يحكم الرجل كذلك هو الحال بالنسبة للمرأة”، مشيرا الى أن ابن رشد كان “يصف الوضع المتردي الذي احتلته المرأة في عصره، ليس بناء على أنها خلقت ناقصة، بل لأن المجتمع لم يمنحها المكانة التي تستحقها، وترك وظائفها منحصرة في الإنجاب والقيام بالواجبات المنزلية”.
وقال ابن أحمد إن محاضرات “خميس ابن رشد”، تخاطب عموم المهتمين، وليست مقتصرة على المتخصصين فقط، “وأهميتها تبرز عند النظر إلى الحياة البشرية بوصفها مسارات قلقة ومشوشة”، مشيرا إلى أن “أكبر خطأ يمكن أن نرتكبه هو أن نتوقف عن ممارسة التفكير والنقاش في لحظات الارتباك والقلق”.

Exit mobile version