Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

أمنستي مأوى العنصرية

ظلت منظمة العفو الدولية، المتخصصة في تقييم حقوق الإنسان ومستوياتها ببلدان العالم، سيفا مصلتا في وجه الدول، بل كانت في كثير من الأحيان هي المدخل لإحداث الفوضى ببعض الدول، وكانت عنوانا لما يسمى الربيع العربي أو حصان طروادة، الذي ركبت عليه القوى المتحكمة في العالم من أجل رسم خرائط جديدة وتمزيق القديمة، وكان المغرب من بين الدول التي تفطنت باكرا إلى أن هذه التقارير مجرد أدوات وأن ما كان يصدر ضد المغرب مدفوع الأجر من عائدات النفط والغاز.
لكن من سيصدق المغرب؟ غير أننا اليوم أمام شهادة من داخل المنظمة، هي عبارة عن تقرير اضطرت إلى إنجازه بعد مقتل المواطن الأمريكي جورج فلويد، الأسود البشرة، على يد رجل شرطة عنصري، وكان مفروضا أن يبقى التقرير، الذي جاء نتيجة كثرة الشكايات والضغوط، داخليا وسريا، لكن تم تسريبه لصحيفة الغارديان البريطانية واسعة الانتشار والذائعة الصيت.
مضامين هذا التقرير، الذي أنجزه مكتب دراسات مستقل، خطيرة للغاية تبين أن المنظمة التي تدافع عن حقوق الإنسان ظاهريا هي مأوى للعنصرية داخليا، وتبين أن هذه المنظمة ترتكب جنايات خطيرة، حيث تتستر على الممارسات العنصرية ضد الموظفين السود المنتمين إليها كما توجد تمييزات خطيرة بسبب الجنس ناهيك عن التمييز ضد مكاتب الجنوب.
ووصل التقرير إلى خلاصة مفادها أن الأغلبية البيضاء هي التي ترسم استراتيجية المنظمة، التي توجد مكاتبها بلندن، وأكثر من ذلك أنه لا يتم دعم المشاريع المقدمة من قبل ذوي البشرة غير البيضاء، كما توصلت مكاتب الجنوب ببريد إلكتروني يقر العنصرية داخل المنظمة ويعتبرها أمرا معمولا به في كثير من المنظمات وأنها موروثة عن الحقبة الاستعمارية التي جسدت مرحلة التأسيس.
بأي معيار تقوم المنظمة المذكورة بتقييم حقوق الإنسان في دول العالم؟ لقد انتهكت المنظمة المعيار الأول لهذه الحقوق هو المساواة بين بني البشر بغض النظر عن جنسهم ولونهم وانتمائهم الديني والعرقي والجغرافي. المنظمة انتهكت أصل ميلاد حقوق الإنسان في العصر الحالي. لقد انطلقت حركة الحقوق المدنية ضد اضطهاد السود بأمريكا وانطلاقا من نضالات هذه الحركة تم إقرار مبادئ حقوق الإنسان، فكيف تنقلب المنظمة اليوم على هذه المبادئ؟
فاقد الشيء لا يعطيه كما يقال. لم يعد أمام هذه المنظمة سوى الانسحاب من ميدان الدفاع ومراقبة حقوق الإنسان، لأن هذه المنظمة فاقدة لهذا المبدأ، وفق ما جاء على لسان كاثرين أودكويا، وهي من موظفات المنظمة، التي تعرضت للتمييز بسبب بشرتها السوداء كما تعرض للتمييز الجنسي، والتي رفعت شكايات لم يستمع لها أحد، حيث قالت “انضممت إلى أمنستي من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان، لكنني اكتشفت أنها هي أكثر انتهاكا لهذه الحقوق وتكريسا للعنصرية”.
سقط اليوم القناع عن هذه المنظمة، التي تعتبر مأوى للعنصرية والتمييز بسبب اللون والجنس وسط موظفيها فبالأحرى بين من تدعي وتزعم الدفاع عنهم.

Exit mobile version