Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

أمين معلوف أديب فرنسي لبناني كرس مسيرته لمد الجسور بين الحضارات

يعد الكاتب الفرنسي اللبناني أمين معلوف، الذي انتخب الخميس أمينا دائما جديدا للأكاديمية الفرنسية، أحد رموز الرواية التاريخية المستلهمة من الشرق، وقد كرس إنتاجه الأدبي طيلة عقود للتقارب بين الحضارات.

وإثر انضمامه إلى الأكاديمية عام 2012، نقش معلوف على سيفه الخاص بأعضاء المؤسسة العريقة رمز “ماريان” (شعار الجمهورية الفرنسية) وأرزة لبنان.

وقد توجه جان كريستوف روفان، صديقه وزميله في الأكاديمية ومنافسه في انتخابات الخميس على رئاسة المؤسسة العريقة، إلى معلوف تحت قبة الأكاديمية قائلا “كل أعمالك، كل أفكارك، كل شخصيتك، هي جسر بين عالمين (…) يحمل كل منهما نصيبه من الجرائم ولكن أيضا من القيم. هذه القيم هي التي تريد توحيدها”.

وكان أمين معلوف، الصحافي السابق المقيم في فرنسا منذ عام 1976، قد فاز بجائزة غونكور الأدبية المرموقة عام 1993 عن رواية “Le Rocher de Tanios” (“صخرة طانيوس”) التي تدور أحداثها في الجبال اللبنانية خلال طفولته.

ويزخر سجل الروائي المتميز بكتب حصدت نجاحا كبيرا ، بينها “Leon l’Africain” (“ليون الإفريقي”)عام 1986، و”Samarcande” (“سمرقند”) عام 1988، و”رحلة بالداسار” عام 2000، و”Nos freres inattendus” (“إخوتنا الغرباء”) سنة 2020.

كما ألف معلوف مقالات وقصصا عدة، بينها “Les Croisades vues par les Arabes” (“الحروب الصليبية كما رآها العرب”) عام 1983، و”Les Echelles du Levant” (“موانئ المشرق”) سنة 1996، و”Les Identites meurtrieres” (“الهويات القاتلة”) سنة 1998، و”Le Dereglement du monde” (“اختلال العالم”) عام 2009، و”Un fauteuil sur la Seine” (“مقعد على ضفاف السين”) عام 2016، حيث يروي حياة الأكاديميين الـ18 الذين سبقوه إلى الكرسي التاسع والعشرين (رقم مقعده في الأكاديمية الفرنسية) منذ عام 1635.

كما كتب معلوف نصوصا للأوبرا، خصوصا للمؤلفة الفنلندية كايا سارياهو. وقد أ نجزت إحدى هذه القصص الأوبرالية، بعنوان “”L’Amour de loin” (“الحب عن بعد”) في مهرجان سالسبورغ سنة 2000.

وتحتل موضوعات المنفى والترحال والاختلاط الثقافي والهوية، موقعا مركزيا في منشوراته المكتوبة بالفرنسية بلغة عميقة لا تخلو من المتعة السردية.

ففي كتاب في (“Origines”) (“بدايات”) سنة 2004، تحد ث معلوف عن شعوره بالالتزام تجاه أسلافه. وكتب أن المرء في بلده الأم يولد محبا للترحال ومتعدد اللغات. والعائلة هي التي تؤسس “الهوية الشتاتية” لأبناء جلدته الذين يتركون مثله لبنان ليشقوا طريقهم حول العالم.

ولد أمين في بيروت في 25 شباط/فبراير 1949، وهو ابن رشدي المعلوف، الصحافي والكاتب والمعلم والرسام والشاعر والشخصية اللامعة في العاصمة اللبنانية بين أربعينات القرن العشرين وثمانيناته.

وعلى خطى والده، خاض أمين معلوف غمار الصحافة بعد دراسات في الاقتصاد وعلم الاجتماع. ولمدة اثني عشر عاما ، عمل مراسلا رئيسيا ، وغط ى سقوط النظام الملكي في إثيوبيا ومعركة سايغون الأخيرة. وتولى بعدها إدارة “النهار العربي والدولي”.

وفي عام 1975، شهد الاشتباكات الأولى إثر اندلاع الحرب اللبنانية، قبل أن يقرر هذا المثقف الإنساني المغادرة إلى فرنسا.

وقال أمين معلوف “لقد غادرت لبنان بعد عام من الحرب، لكنني لا أشعر بالذنب لأنه، في مرحلة معينة، كان علي اتخاذ قرار المغادرة من أجلي ومن أجل عائلتي”.

وفي باريس، انضم إلى مجلة “Jeune Afrique” (“جون أفريك”) الأسبوعية التي أصبح رئيس تحريرها.

على خطى أدباء لبنانيين ناطقين بالفرنسية من أمثال شارل قرم وناديا تويني وصلاح ستيتية

Exit mobile version