Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

أوراش أخنوش وسياسية “المُوقَف”

ما الفرق بين أوراش حكومة أخنوش و”المُوقَف”؟
لم يبق أمام حكومة عزيز أخنوش من مبرر للاختباء وراءه بعد أن قضت الفترة الزمنية الكافية لمعرفة معالم الطريق، التي تسير عليها، لكن تبين أنها ما زالت غارقة في محاولة تعرُف الوزراء على مكاتبهم، وبدل أن تقدم الحساب فرت إلى رأس الجبل، باقتراح ما أسمته “أوراش” لتشغيل حوالي 250 ألف شاب وشابة بشكل مؤقت، في إطار مشاريع تتقدم بها الجمعيات المدنية والتعاونيات والمقاولات، يتم من خلال تشغيل الشباب بالحد الأدنى من الأجر لمدة 24 شهرا.
كان المغاربة ينتظرون من أخنوش مشاريع مذرة للدخل ودائمة وليس حلا ترقيعيا، قوامه تبذير المال العام، في وقت توجد فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تمول مشاريع ذاتية كما أن الأبناك وبأوامر ملكية أطلقت مشروع انطلاقة الذي يمول المشاريع.
ففي المائة يوم الأولى من حكومة أخنوش كان ينتظر الجميع أن يتم تقديم الحساب الأولي بعد أن ظلوا يتهربون منه، في وقت قضينا هذه الثلاثة أشهر والعشرة أيام نحاول التعرف على وزراء لا يحسنون النطق أو وزير “التقاشر”، الذي أعادنا إلى عهد إدريس البصري، لكن المشاريع ما زالت غائبة.
لقد أطلق حزب التجمع الوطني للأحرار أو بالأحرى عزيز أخنوش وعودا كبيرة خلال الحملة الانتخابية، وعلى ضوئها استبشر المغاربة خيرا وأعطوه أصواتهم، لكن تبين أنه كان يحرث الماء، وفي التصريح الحكومي أيضا أطلق وعودا أخرى وكلها ذهبت أدراج الريح، وها هو اليوم يطلق مبادرة وهمية، لأنها لن تخلق مناصب شغل، ولكن شغل مؤقت تتخرج بعده أفواج من العاطلين.
ما طرحته حكومة أخنوش لا يختلف عما هو معروف في المجتمع بـ”المُوقَف”. في هذا المكان يجتمع الناس، الذين لا يجدون عملا أو لا يتوفرون على مهارات، لكنهم مستعدون للقيام بأي شغل كيفما كان نوعه وفي الغالب الأشغال غير المرغوب فيها. وها هي الحكومة في مشروعها لا تشترط مهارات أو تكوينات معينة. وأصحاب الموقف يعملون كل شيء من تسريح قنوات الصرف الصحي إلى الهدم والحمل الشاق وغيرها، ويطلقون عليهم “طالب معاشو”.
معنى هذا المفهوم أن المشتغل يعمل طوال اليوم من أجل قوت يومه والحصول على أجر يوم ليقضي به مصالحه الحياتية، ومشروع الحكومة سيمنحه هذا الأمر لمدة ستة أشهر.
لكن خطورة الأمر تكمن فيما ستخلقه الحكومة من متاعب مستقبلية، باعتبار أن النسبة التي قالت سيتم إدماجها في سوق الشغل وهي 20 في المائة ستكون عبئا لأن الجميع سيعتبر نفسه منتميا إلى تلك النسبة وستكون كارثة المطالبة بالإدماج تضاف إلى متاعب الشغل اليومية.
نعرف أن أخنوش لا يريد فعلا مشروعا منتجا ولكن يريد أرقاما يقارع بها خصومه، و250 ألف شخص، الذين هم “طالب معاشو مودرن” سيدخلها ضمن الرقم الذي قال إنه سيشغله خلال ولايته الحكومية، لكن الشعب ينتظر منه شغلا قارا للعدد الذي التزم به.

Exit mobile version