Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

أيُّ دَورٍ يلعبه المحكومون بالإعدام في تخريب الأمم؟

محمد فارس

لا حديثَ للمُواطنين في الشّوارع بمدينة [طنجة] إلاّ عن محاكمة قَتلة الطِّفل [عدْنان]، التي تنظر فيها غُرفة الجنايات الابتدائية في جلستها المقرّرة ليوم (17 دجنبر 2020)، وجلُّ المواطنين يَعرفون أنّ المحكمةَ ستحكُم بإعدام القاتل، ولكنّ هذا الحُكم العادل لن يُنفّذ كما جرتِ العادة، بل سيتمتّعُ القاتلُ بحياته، وسيأكُل وسَيَشرب وينْعم بالتّغطية الصّحية، وكلُّها أمورٌ مدفوعة الثمن من أموال أمّةٍ قَتلها ومِن أقوات مجتمعٍ نكّلَ به، ومن ممتلكات دولة استخفَّ بقانونها، لأنّ المجرم كلّما قتلَ نفسًا بغير حق، ارتفعتْ مرتبتُه، وعلاَ شأنُه، وتهافتَتِ المنظّماتُ والجمعياتُ للدّفاع عنه، وعن حقّه في الحياة، ولهذه الأسباب، تزداد الجرائمُ، ويَستفحِل القتلُ والتّمثيلُ بالجثث؛ وأمّةٌ لا تنفّذ حكمَ الإعدام في قاتلِ النّفس بغير حقّ، لا حياةَ لها، لأنّ الله عزّ وجلّ يقول: [ولكُم في القصاص حياة]؛ ولكنّه سبحانه وتعالى قد ابتلانا بأشرارنا في جمعيات، ومنظّمات تناضلُ من أجْل الدّفاع عن القتَلة ليرى عزّ وجلّ أيّهُما نتّبِع، حُكمَ ربّنا أمْ ظُلْم أشرارِنا.. والمؤرّخون يؤكّدون أنّ سموم جمعيات هدْم العروش، وتحطيم الأمم قد نفذَتْ إلى كثيرٍ من أساليبِ الحياة العامّة، وعملتْ على عدم تنفيذ الأحكام العادلة بشتى الطّرق، وهؤلاء القتَلة تدافع عنهم منظّمات لأنّها تعتبرهم جنودَ المستقبل، وقد دلّت أحداثٌ تاريخيةٌ على ذلك، وسوف نَسوق أمثلةً على أحداث لعبَ فيها القتلةُ المجرمون أدوارًا حاسمةً بعدما فُتِحت أبوابُ السُّجون..
في سنة [1789] عند بداية ما سمّي [الثّورة الفرنسية]، فتِحَت أبواب سِجْن [لاباستيل] وعاث القتلةُ والمجرمون المحكومون بالإعدام فسادًا، وقتْلاً، وسرقةً امتدّت حتى إلى القصر الملكي، وخلّفتْ هذه الفوضى ما يزيد عن (100) ألف قتيل في شوارع [باريس]، والّذين فتَحوا أبواب السّجون، هم بدورهم أُعدِموا في ما بعد، ونخصّ منهم بالذكر [دانتون] الذي أعدمه زميلُه [روبيسْبيِير]؛ وهذا الأخيرُ يسمّيه المؤرّخون الطاغية، أُعدِم بدوره، ووُضِع رأسُه في مِقْصلة الدّكتور [غييُوتَان] ومن اسْمِه اشتقّتْ لفظةُ [GUILLOTINE] أي الـمِقْصلَة التي اخترعها لِلْماسونية، وهو نفسُه كان ماسونيًا مُفعَمًا بالأفكار الهدّامة، وبكراهية الملكيات، وقد حُذِّرَتِ الملكَةُ [ماري أَنْطوانيت]، لكنّها لم تُعِرْ اهتمامًا لِلتّحذيرات حتى أودتْ بنفسها وبزوجها [لويس. 16] إلى الـمِقْصلة؛ هكذا يقول المؤرّخون، وهكذا يَروي التّاريخ، ثمّ احْذَروا مكْرَ التّاريخ!
في سنة [1812] عند غزْو [نابليون] للأراضي الروسية، فتح عُمْدةُ [موسكو] المدعو [روتوبْشين] أبوابَ السّجون، وأمر القتلةَ والمحكوميـنَ بالإعدام بحَرق مدينة [موسكو]، وسَرقة الممتلكات، وتخريب البيوتات قبْل وصول جيش [نابليون] إلى المدينة؛ وكتبَ [روتوبْشين] إلى زوجتِه رسالةً يقول فيها: [عندما تصلُكِ رسالتي هذه، ستكون [موسكو] قدِ انْمحتْ من الوجود].. ولـمّا وصل [نابليون] وجد المدينةَ خرابًا، فتحوّل جيشُه هو كذلك إلى مجرمين ولصوص.. يقولُ العريف [بورغون] وكان جنديًا في الحرس الإمبراطوري النابلْيوني في مذكّراتِه: [لقد ملأتُ كِيسي بعدّة مسروقات، ومن سبائك، وأقمشة، وألبسة حريرية لنساء صينيات، ومنْغُوليات، لتكون لديْكَ فكرةٌ عن قدرات عريفٍ في الحرس الإمبراطوري الفرنسي]؛ وهكذا، تَرى أيَّ دورٍ يُعطى للقتلة في زمن الفوضى، والقتل، والسّرقات، إنّهم وحوش..
في سنة [1936] عندما تسلّمت حكومة الجبهة الشّعبية أعمالها، أصرّ اليساريون المتطرِّفون على فتح السّجون، وإطلاق سَراح القتلة، والمحكومين بالإعدام، وكان عددهم يفوق (40) ألف مجرم، وأمروهُم بالأعمال الإرهابية، والقتل، وتخريب الكنائس، واغتصاب نساء الكنائس، حتى لإنّ النساءَ كنّ يَرَيْن بناتهنّ تُغْتصبْـنَ أمام أَعْيُنِهِنّ، ورجال الدّين يُقْتلون، ويدْفَنون في قبور جماعية، بعدما يكونون قد شاهدوا عمليات الاغتصاب، والسرقة، والنّهب؛ والغريبُ في الأمر، هو أنّ هؤلاء القَتلة، بعدما أدَّوا دوْرهم، قتلهم الشّيوعيون، لأنّه لا ثقة في المجرمين.. فالمجرم، قاتِل النّفس بغير حقّ شيطان، فلا هو يخاف الله، ولا هو يعْمل بتعاليم الدّين، ولا هو يَعرف قيمةَ الحياة، ولا هو بإنسان أصلاً وإنْ كان له شكلُ الإنسان، لأنّ الإنسانية روح، وتربية، وسلوك، وليس جسدًا وبنيةً خادعةً.. فالمجرمُ، قاتل النفس بغير حقّ، صدَر في حقّه حكْمٌ إلاهيٌ من فَوق سَبْع سَماوات، وهل نحن أرحَم من الرّحمان الرحيم الذي أمرَ بإقامة الحدّ، وقطع الأكُفّ الأثيمة، وسدّ أفواه الذين لا يَعرفون ما يدْخلون فيها، ولا يخرجون منها، وأيّ ذنبٍ هو أعظم عند الله بعد الشِّركِ به تعالى من قتْل النّفس التي حرّم الله بغير حقّ؟ يقول الفيلسوف [هانري برجسون] في كتابه: [منْبَعَا الأخلاق والدّين] إنّ من قتلَ نفسًا بغيْر حقّ، فقد خرجَ كلّيةً من الأمّة.. هذا كلامٌ نسوقُه للّذين يُحافظون على حياة القاتل، ويُنفِقون عليه من أموال أمّة خرجَ منها، ولم تَعُدْ له أيّ صلةٍ بها، ثم إنّ حُكم [النّفس بالنّفس] هي قيمةُ الحياة الحقيقية، وإعدامُ القتلة هي عملية تطهير للأمّة، وتعبير عن عدالة الأمّة، ودليل على أن الدّولة ذات سيادة، وعلى أنّ الوطن مُسْتقلّ، ولا أحدَ يجوز له التّدخل في شؤونه الدّاخلية من جمعيات عَلمانية، ومنظّمات هدّامة، وجماعات لا دينية.. اعْدموا القتلة، ولا تأخذُكُم بهم شَفقة، وإلاّ قَتلونا جميعًا ذات يوم! نفِّذوا كلامَ ربِّكم، وذَرُوا كلامَ أعدائكم حفاظًا على أُمّتِكم!

Exit mobile version