كشف تقرير دولي، أن ” أصحاب المليارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحدها عرفت نموا في ثرواتهم بمقدار 10.1 مليار دولار بين مارس و ديسمبر. ويكفي هذا المبلغ لمنح جميع من دفعت بهم جائحة كورونا في المنطقة إلى براثن الفقر – والبالغ عددهم 16 مليونًا – شيكًا بقيمة 600 دولار أمريكي، وإذا لم تتحرك الحكومات، وإذا تُركت هذه اللامساواة الجسيمة لتتفاقم، فسوف يُدفع بحوالي 68 مليون شخص آخر إلى براثن الفقر في المنطقة خلال العقد المقبل.
وأشار التقرير “أوكسفام” الى أن ” ثروة الملياردير المغربي عزيز أخنّوش تنامت بمقدار 24,792,733,333 درهم مغربي منذ مارس، وهو مبلغ يكفي لمنح كل فرد من أفقر المغاربة البالغ عددهم 3.7 مليون شخص شيكاً بقيمة 6,717 درهم مغربي، و شهدت ثروات ستة أصحاب مليارات في مصر زيادة بمقدار 57,129,600,000 جنيه مصري منذ مارس، وهو مبلغ يكفي لمنح كل شخص من أفقر المصريين البالغ عددهم 10.2 مليون نسمة شيكًا بقيمة 5,583 جنيه مصري، و زادت ثروات أثرى ستة من أصحاب المليارات في لبنان بمقدار 400 مليون دولار أميركي منذ اذار، وهو مبلغ يكفي لمنح كل فرد من أفقر اللبنانيين البالغ عددهم 700،000 شخص شيكًا بقيمة 568 دولار أميركي. وقد فقدت الليرة اللبنانية 80% من قيمتها منذ أوكتوبر 2019.
ويُظهر تقرير منظمة أوكسفام كيف يُمكّن النظام الاقتصادي المختلّ نخبة شديدة الثراء من مراكمة مزيد من الثروة وسط أسوأ ركود حدث منذ الكساد الكبير، في حين يكافح مليارات الأشخاص من أجل تغطية نفقاتهم. وتكشف هذه الجائحة كيف تعمّقت الانقسامات الاقتصادية والعرقية وتلك القائمة على أساس النوع الاجتماعي والقائمة منذ أمد بعيد.
وأوضح التقرير، أن ” مرحلة الركود بالنسبة للاثرياء، انقضت وقد شهد أثرى عشرة رجال في العالم زيادة في ثرواتهم مجتمعة بمقدار نصف تريليون دولار منذ بدء الجائحة. ويكفي هذا المبلغ لسداد ثمن لقاح كورونا لجميع البشر ولضمان عدم دفع أي شخص إلى براثن الفقر بسبب هذه الجائحة التي أدّت – في الوقت نفسه – إلى أسوأ أزمة عمل منذ أكثر من 90 عامًا، إذ بات مئات الملايين من الناس يعانون من البطالة الجزئية أو فقدان العمل تمامًا.
وأفالد التقرير، أن ” النساء هنّ الأشدّ تضررًا. على الصعيد العالمي، ترتفع نسبة النساء في المهن الهشّة وذات الأجور المنخفضة التي كانت هي الأشدّ تأثرًا بهذه الجائحة. ولو كان تمثيل النساء بنفس معدل تمثيل الرجال في هذه القطاعات، لما كانت 112 مليون امرأة عرضة لخطر فقدان دخولهن أو وظائفهن. كما تشكل النساء نحو 70% من القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية في العالم – وهي وظائف أساسية ولكنها في كثير من الأحيان ذات أجور زهيدة مما يجعلهن أكثر عرضة لخطر الكورونا.
وأشار التقرير، الى أنه ” تكلف اللامساواة الكثير من الأرواح. فمن المرجح أن تفوق نسبة الوفيات بسبب كورونا بين المنحدرين من أصل أفريقي في البرازيل بنسبة 40% مقارنة بنظرائهم البيض، في حين أنّ ما يقرب من 22,000 شخص من السود واللاتينيين في الولايات المتحدة كانوا ليظلوا على قيد الحياة لو تعرّضوا لنفس معدلات وفيات البيض. كما ترتفع معدلات الإصابة والوفيات في المناطق الفقيرة في بلدان مثل فرنسا والهند وإسبانيا، في حين أن أفقر المناطق في إنجلترا تشهد ضعف معدلات الوفيات مقارنة بأغنى مناطقها.
ونبه التقرير الى أن الاقتصادات الأكثر عدلًا هي مفتاح التعافي الاقتصادي السريع من جائحة كورونا، كان من الممكن أن تؤدي ضريبة مؤقتة على الأرباح الزائدة التي حققتها الشركات العالمية الـ32 – التي حققت أكبر قدر من المكاسب خلال الجائحة – إلى جمع 104 مليارات دولار في عام 2020. ويكفي ذلك لتوفير تعويضات البطالة لجميع العمال والدعم المالي لجميع الأطفال والمسنين في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.