Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

إسبانيا تفضح تورط الجزائر في دفع مهاجرين مسلحين الى مليلية

فضح الإعلام الإسباني تورط الجزائر في الدفع بآلاف المهاجرين السريين الى الأراضي المغربية، وتسهيل تسللهم عبر الحدود للتوجه الى مليلية وسبتة، وكشف الإعلام الإسباني خطورة التخطيط و التكتيكات التي تشبه التكتيت العسكري الذي خططه له المهاجرون المتسللون الى مليلية والمتسببون في الأحداث الدامية، حيث أظهر الإعلام الاسباني الأسلحة الخطيرة التي استعملها المهاجرون القادمين من الجزائر في الهجوم على مليلية، وهروات وعصي خطيرة مجهزة بأسلحة بيضاء قاتلة.
و كشفت التحقيقات التي أجرتها الشرطة المغربية مع المهاجرين المعتقلين على خلفية “أحداث مليلية” عن وجود عدة طرق يسلكها المهاجرون من السودان نحو المغرب، بما فيها عبور أنفاق في الحدود الجزائرية المغربية.
وحسب التحقيقات التي نقلت جزءا منها وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي” فإن المهاجرين المعتقلين أكدوا وجود شبكات إجرامية للاتجار بالبشر تعمل على طول 5000 كيلومتر انطلاقا من السودان، وصولا إلى المغرب، ويتخذ المهاجرون طريقين قبل الوصول إلى غابات الناظور، أولهما عبر ليبيا والجزائر، والآخر عبر تشاد والنيجر ومالي والجزائر.
وتختلف أسعار عبور الحدود بين البلدان، يضيف ذات المصدر، ففي حالة الحدود بين السودان وليبيا، دفع المهاجرون ما بين 50 و 70 أورو لعبورها، وهي أسعار ترتفع إلى ما بين 300 و 500 اورو لدخول الجزائر والمغرب، المهاجرون المعتقلون الذين كشفوا عن ألقاب وجنسيات الأشخاص الذين استقبلوهم بالجزائر والمغرب، وسهلوا عبورهم نحو غابات الناظور، أكدوا أنهم بقوا أسابيع بالحدود الجزائرية المغربية في انتظار الفرصة المناسبة لتجاوز الحدود في مجموعات من 30 و 40 شخصا، مستغلين تغيير الحارس.
ونقلت التحقيقات أن شخصين؛ تشادي وسوداني، أكدا أنهما عبرا نحو المغرب من خلال أنفاق تحت الأرض تربط جانبي الحدود، وصرح بعض المهاجرين في التحقيقات أنه وبعد وصولهم إلى المغرب، استقبلهم مغربي وسودانيان، أخذوهم إلى مدينة وجدة اولا، لينتقلوا بعدها صوب غابات الناظور، ويتفق العديد من المهاجرين على أن التنسيق والتواصل بين مختلف أعضاء شبكة الهجرة، يتم من خلال تطبيقات المراسلة ومجموعة مغلقة على فيسبوك، حيث يقررون كيف ومتى يعبرون سياج مليلية، ووفقًا للمهاجرين أنفسهم، بمجرد وصولهم إلى الجبال بالقرب من الناظور، ينظمون أنفسهم في مخيمات الغابات في انتظار اللحظة للقفز على السياج، في هيكل هرمي.
وأكد المهاجرون أن المخيمات في غابات الناظور بها زعماء ينظمون ويديرون الأمور هناك، وكانوا يعتبرون أعلى درجة من المهاجرين، ومنهم من يميز نفسه بارتداء قناع، وكانوا مسؤولين عن تدريب المهاجرين.

وأفادت وكالة “إيفي” الاسبانية، أنه من بين المهاجرين السريين الذين حاولوا اقتحام السياج الحديدي على مستوى إقليم الناظور، أربعة شباب غادروا بلدانهم مدفوعين بحلم العبور إلى أوروبا، لكنهم سقطوا في الفخاخ التي تنصبها مافيات تهجير البشر للآلاف من أمثالهم، حيث يحكى سامي و موسى وعبد الله ومحمد، في تصريحات لوكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”، عن رحلتهم من بلدانهم. حيث عانوا كثيرا قبل أن يصلوا إلى الجزائر التي سهلت مافيات الهجرة فيها عبورهم إلى المغرب.
و تروي الوكالة الإسبانية قصة سامي، البالغ من العمر 16 عاما. آثار حروق بادية على بطنه جراء التعذيب الذي يقول إنه تعرض له بليبيا، وجرح في ساقه ناتج عن محاولة عبور السياج إلى سبتة المحتلة. لقد غادر السودان هربا من الموت، الذي كاد أن يلاقيه عند محاولة العبور إلى مليلية، حيث وصل سامي من السودان إلى المغرب في 2020، حيث عبر إليه من ليبيا وتونس والجزائر. قضى أربعة أشهر في السجن بليبيا. في 2021، حاول اقتحام سياج سبتة المحتلة.
و تحكي الوكالة عن موسى البالغ من العمر 15 عاما. أنه غادر الخرطوم في سنة الـ13، عبر التشاد و ليبيا وتونس والجزائر قبل أن يصل إلى المغرب في نونبر من العام الماضي، حيث أمضى ستة أشهر في سجن أبوسالم بطرابلس. بعد مغادرة السجن، أدى 200 يورو بالجزائر من أجل العبور إلى المغرب، و كان بالرباط عندما اتصل به شخص كي يخبره بمخطط العبور إلى مليلية، حل بالناظور و قطع 80 كيلومترا مشيا قبل الوصول إلى منطقة حيث كان يختبئ مهاجرون سريون آخرون، تحركوا ليلا كي يصلوا إلى السياج يوم الجمعة الثالث والعشرين من يونيو، و غادر عبد الله إريتريا في 2014 هربا من الخدمة العسكرية. كانت أقسى اللحظات تلك التي عاشها عند العبور على متن شاحنة أقلته من السودان إلى ليبيا رفقة أربعين مهاجرا سريا.
و يروي كيف كان الوسطاء في العبور يقوموا بقتل كل من كانوا يتكلمون كثيرا. يتذكر صبيا مصريا، أطلق عليه سائق الشاحنة النار وأرداه قتيلا، و في ليبيا حاول عدة مرات الهجرة سرا. وفي كل محاولة كان يسجن. ويؤكد أنه أدى 50 يورو من أجل العبور إلى الجزائر، قبل أن يبذل 200 يورو لقاء العبور من الجزائر إلى المغرب.
وكانت مجموعة من المهاجرين السريين المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، أقدمت صباح الجمعة، على محاولة اقتحام السياج الحديدي على مستوى إقليم الناظور، تم خلالها استعمال أساليب جد عنيفة، مما أسفر عن حالات وفاة جراء تدافعهم وسقوط بعضهم من أعلى السياج.
وأشارت آخر حصيلة، عممتها السلطات المحلية السبت، إلى تسجيل 23 حالة وفاة في صفوف المهاجرين غير القانونيين المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، فيما يوجد تحت المراقبة الطبية حاليا عنصر واحد من أفراد القوات العمومية و18 من المقتحمين، وشهدت محاولة الاقتحام العنيف، تسجيل إصابة 140 من أفراد هذه القوات بجروح متفاوتة الخطورة، حيث استعمل المرشحون للهجرة السرية أساليب جد عنيفة في مواجهة أفراد القوات العمومية الذين تعاملوا بكل مهنية وفي احترام للقوانين.

Exit mobile version