Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

إطلاق عملية اللقاح ضد كورونا…استكمال المبادرات الملكية لتطويق الجائحة

جلسة العمل التي ترأسها جلالة الملك محمد السادس، قصد الإعلان عن إطلاق حملة تلقيح وطنية ضد فيروس كورونا المستجد، تدل على أن المغرب يسير في الطريق الصحيح في الحرب ضد الوباء، باعتباره من أولى الدول، التي انخرطت في التجارب السريرية، وبالتالي كانت من أولى الدول التي تحصل على اللقاح، وتوفيره بكميات كافية من أجل تلقيح الفئات التي توجد في مقدمة المواجهة ضد كورونا.
المشاركة في التجارب السريرية ليست عملية بسيطة ولكنها عملية تطوع نضالي، لأن إجراء التجارب السريرية قد تكون له مضاعفات تصل أحيانا إلى الموت مثلما حدث مع مواطن برازيلي تطوع لتجريب لقاح بريطاني، إذن المغرب ومن خلال حملة التطوع لإجراء التجارب السريرية، قدم تضحيات جسام من أجل خلاص البشرية من هذا الكابوس الذي جثم على صدرها منذ سنة تقريبا.
هذا التطوع، الذي هو تعبير عن نكران الذات، منح المغرب الأسبقية في الحصول على التلقيح بعد إجازته من قبل الأجهزة الصحية والطبية الدولية وخصوصا منظمة الصحة العالمية، وما كان المغرب ليكون من الحاصلين على اللقاح في بداياته الأولى لولا المبادرات الملكية السريعة التي تجيب عن أسئلة الواقع والأزمة، وكان جلالته أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الصيني، الذي تم بعده الاتفاق على انخراط المغرب في التجارب السريرية، وبالتالي يكون أول من يحصل على اللقاح الصيني، بل تم الاتفاق على أن يكون المغرب بوابة لمرور اللقاح الصيني ضد كورونا نحو إفريقيا.
منذ ظهور الحالة الأولى في المغرب يوم الثاني من مارس الماضي، أبان جلالة الملك محمد السادس، عن عزيمة قوية على التصدي للجائحة بكامل العنفوان، حيث أمر جلالته الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة، لمحاربة الجائحة، وتم الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية والحجر الصحي الذي امتد لمدة ثلاثة أشهر، تم الإعلان عن تأسيس صندوق محاربة جائحة كورونا، الذي جمع حوالي 34 مليار درهم، التي بواسطتها تم دعم المواطنين الذين فقدوا شغلهم بسبب الجائحة، سواء المسجلين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي أو الحاصلين على بطاقة راميد أو غير الحاصلين عليها.
هذه الإجراءات دفعت الواشنطن بوست، أشهر صحيفة في أمريكا والعالم، إلى عنونة مانشيت عريض “ملك المغرب يحب شعبه أكثر من الاقتصاد”، وأصبحت المصلحة العليا للبلاد هي حماية الإنسان وليس المال والأعمال.
فالرؤية الملكية ترتكز على أن الإنسان هو أولوية الأولويات، لأن نجاة الإنسان وصحته يمكن تحويلها إلى فرصة لإنتاج ثروة جديدة، لكن ضياع الإنسان يضيع معه كل شيء، لهذا ظلت الأسبقية خلال فترة الأزمة هي الاهتمام بالمواطن، أولا والاهتمام بالمواطن ثانيا، والاهتمام بالمواطن ثالثا، لأنه هو ركيزة المجتمع القوية والباقي كلها تفاصيل مرتبطة بالإنسان.
الإعلان عن حملة التلقيح الوطنية وفق منطق العدل والمساواة والأولويات هي عنوان جديد على اهتمام جلالة الملك بالمواطن بدل أي شيء آخر.

Exit mobile version