انخفض الدخل المالي لفئات واسعة من المغاربة بشكل كبير بنسبة 31 في المائة خلال الحجر الصحي، وعرفت معدلات إنفاق الأسر إنخفاضا واسعا بدوره، حيث صرح 27 في المائة من المشاركين في استطلاع للرأي، على أن معدل إنفاقهم الشهري لم يتغير ، حسب ما جاء في دراسة للمعهد المغربي لتحليل السياسات، مشيرة الى أن نسبة 11 في المائة انخفض معدل انفاقهم بشكل كبير، فيما سجلت نسبة 13 في المائة ارتفاع في معدل إنفاقهم بشكل كبير.
وأوضحت الدراسة، أن الحجر الصحي كانت لها تأثيرات نفسية سلبية عليهم، ما جعلهم يبدون غير مستعدين لفترة حجر صحي آخر، وأشارت الدراسة أن أكثر من نصف المغاربة المستجوبين “53 في المائة ” أنهم غير مستعدين لفترة حجر صحي ثان ولو انتشر فيروس كورونا بشكل أكبر، فيما لا يؤيد هذا الإجراء إلا حوالي 46 في المائة من المشاركين.
وسجلت الدراسة، تراجعا ملموسا على مستوى متابعة مستجدات انتشار “كورونا” بين شهري مارس ويوليوز، حيث قال 11 في المائة فقط أنهم يتابعون المستجدات لحظة بلحظة خلال شهر يوليوز، بينما كانت النسبة في حدود 48 في المائة خلال شهر مارس، وارتفعت نسبة من لا يتابعون بتاتا الأخبار حول انتشار الفيروس من 1 في المائة خلال شهر مارس إلى 14 في المائة خلال شهر يوليوز 2020، وأكدت الدراسة، أن هذا ما يفسر درجة تراخي عدد مهم من المواطنين وعدم التزامهم بالإجراءات الموصى بها لتفادي العدوى بهذا الفيروس، مشيرة أن هذا قد يساهم في ارتفاع أعداد المصابين خلال الأسابيع القادمة.
وأظهرت أن نسبة الملتزمين باستعمال المعقمات لا تتجاوز 53 في المائة من المستجوبين، ولا يلتزم بتفادي الخروج من البيت إلا للضرورة إلا 46 في المائة من المستجوبين، كما لا يلتزم إلا 59 في المائة بالتباعد الجسدي و 71 في المائة بلباس القناع الطبي و 72 في المائة بغسل اليدين عدة مرات في اليوم بشكل مستمر، موضحة أنه من شأن عدم الالتزام بهذه الإجراءات أن يضاعف عدد الحالات الإيجابية مرات عدة خلال أيام فقط، وفيما يخص درجة رضى المواطنين على الإجراءات الصحية التي قامت بها الحكومة، فقد عبر 87 في المائة من المستجوبين المغاربة عن رضاهم عن فرض الحجر الصحي، بينهم 61 في المائة قالوا إنهم راضون جدا، بينما قال 5 في المائة فقط أنهم غير راضين بتاتا عن هذا الاجراء.
وأظهرت نتائج الاستطلاع، أن 40 في المائة من المستجوبين يتراوح دخلهم ما بين 3000 و 8000 درهم، أكد 32 في المائة منهم أن دخلهم أقل من 3000 درهم، فيما صرح 21 في المائة بكون دخلهم يتراوح ما بين 8000 و 15000 درهم، وحوالي 4 في المائة يتراوح دخلهم ما بين 15000 و30000 درهم ، في حين نسبة 2 في المائة يفوق دخلهم 30000 درهم.
وأشار الاستطلاع ، أن ظروف الحجر الصحي ستقلل من إنفاق الأسر، وستؤدي إلى ارتفاع ادخار بعض الطبقات، وخصوصا الطبقة الوسطى والأغنياء من ذوي الدخل القار، حيث عرف الإنفاق خلال فترة الحجر الصحي انخفاض بسبب إغلاق أغلب المحلات التجارية ومراكز التسوق والحد من الحركة بالسيارات ووسائل النقل، انخفضت معه معدلات الإنفاق، في حين معدلات الادخار لم تتطور بشكل كبير، حيث صرح 4 في المائة من المستجوبين، أن ادخارهم ارتفع بشكل كبير، فيما قال 14 في المائة أن ادخارهم ارتفع نسبيا، وصرح 33 في المائة أن ادخارهم انخفض بشكل كبير و21 في المائة أن ادخارهم انخفض وهو ما يشكل نصف العينة المشاركة في الاستطلاع. وقال 28 في المائة أن معدل ادخارهم لم يتغير خلال هذه الفترة.
و كشفت نتائج الاستطلاع أن 65 في المائة من المستجوبين قالوا بأنهم يتمتعون بتغطية صحية، و35 في المائة ممن لا يتمتعون بها، وضمن هذه الفئة التي لا تمتلك تغطية فإن 76 في المائة قالوا بأنهم يفكرون مستقبلا في الحصول على تغطية صحية وقال 8 في المائة أن ذلك لا يدخل ضمن مخططاتهم المستقبلية.
ونبه ثلثا المستجوبين، أن باقي المواطنين سيلتزمون بمعايير السلامة والوقاية للتعايش مع فيروس كورونا لفترة أطول، بينما لا يقول إلا 33 في المائة أنهم يعتقدون نسبيا أن المواطنين المغاربة سيلتزمون بمعايير السلامة والوقاية للتعايش مع فيروس كورونا لفترة أطول ونسبة 2 في المائة لا يعتقدون بذلك.
إنخفاض الدخل المالي للأسر في الحجر الصحي
