Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

إنّ الأخلاق الشّاذة والأفكار المدمِّرة تأتي دائمًا من فرنسا

محمد فارس

يقول الفيلسوف الأمريكي الشهير [ويل ديورانت: 1885 ــ 1981] في كتابه [مباهج الفلسفة]؛ صفحة (132): [إن الأخلاق الشّاذة مثلُها مثل الأزياء، تَفِدُ دائمًا من (باريس)؛ فقد كان القانون الأخلاقي يقيِّد الصِّلة الجنسية بالزواج، ولم يَكُن الوالِدُ مسؤولاً عن ولده إلاّ بطريق الزواج، أما اليوم، فقدِ انحلّتِ الرابطة وخلقت مَوقفًا لم يكُن أحدٌ يتوقّعه، لأنّ جميع العلاقات بيْن  الرجال والنساء آخذة في التّغيير..].. لقد قال [ويل ديورانت] هذا، ولم يكُن قد تمّ وضعُ قانون للزواج الـمِثْلي في [فرنسا]، ولم يكُن الشّذوذُ مُباحًا بعدُ، لكن ماذا عساه يَقول لو أنّه عاش إلى هذا الزّمن الذي صارت فيه [La contre nature] مباحة قانونيًا رغم أن الحرامَ صار مقبولاً، وإن كان [مخالِفًا للطّبيعة] كما يدلُّ اسمُه عليه؟ لقد قام عميلُ وتلميذُ [روتشيلد]، الرئيس [ماكرون] الذي يسير على خُطا [عبدَة الشّيطان]، ونزل بالمجتمع الفرنسي إلى مستوى الحيوانية المقيتة، فقد أقرّ الشّذوذَ الجنسي لتنحلَّ الأسرةُ، ولكي تسودَ ممارساتُ الخنازير، وهو يحارب الإسلامَ بشتى الطّرق، لأنّ بِتواجُد الإسلام، لن تُفلحَ مخطّطات إشاعة [الحرام]؛ والآن، صار [ماكرون] يحارب اللحومَ (الحلال)، لأنّه ذُكرَ عليها اسمُ الله، وهو يريد للجميع أن يُطْعَموا [جيفةً]، لا [حلالاً] طيِّبًا؛ لكن لا غرابة في ذلك، فهذه هي [فرنسا] المعروفة بعدائها للدّينِ، والأخلاقِ، والقيَمِ، ومنها ترِد إلينا كافّة المفاسد، والـمُوبقات، والمحرّمات، وسوء الأخلاق..

لكن من هُمُ الذين يدافعون ويَذودون عن أخلاق [فرنسا] في بلادنا، ويُكرسون أفكارها، وثقافتها في أنفُسنا عبْر ما أسموه [الفرانكوفونية] واعتبروها تنوُّعًا لُغويًا، فيما هي تكريسٌ للاستعمار، نظرًا لما تحْمله هذه اللّغةُ من أفكار تَخدم [فرنسا] في مستعمراتها القديمة، وما زالت هناك وزارة تسمّى [وزارة المستعمرات] إلى يومنا هذا.. قال [ديغول] في مذكّراته: [إنّنا تركْنا في المستعمرات أناسًا هم أشدُّ ولاءً لفرنسا أكثر من الفرنسيين أنفُسهم]؛ وقال [نابليون] قبله، في مذكّراته التي كتبها في منفاه بجزيرة [سانت هيلينا]: [لو كان العربُ قد تشبّثوا بتقاليدهم، وتعاليم عقيدتهم، لما استطعنا استعمارهم، لا نحن، ولا غيْرنا.].. اُنظر مثلاً إلى [الجزائر] وهي تريد تقليدَ مخطّط [بيكو] الفرنسي في خلقِ كيانٍ مصطنع في صحرائنا تمامًا كما أنشأ [بيكو] كيانات قزمية في الشّرق وحكَم على أُمتنا بالتّشظّي والبلقنة وأبّد التخلّف والانهزامية..

[فرنسا] الآن، تَفرض [الحرام] تحت مسمّيات شتى، منها (العَلمانية)، أي فصلُ الدينِ عن الدولة، فيما الحقيقةُ الكامنةُ وراء هذه التّسمية هي فصلُ الدّين عن المجتمع ككلّ، وإحلال الإلحاد واللاّدينية.. وتناهض [الحلالَ] في كلّ شيء، وتقاوم الطّهْرَ، والنّظافة في المأكل، وفي الحياة الاجتماعية؛ و[الحرامُ في اللّغة الفرنسية هو كلّ شيء حرام: [Illicite] وضدّه [licite] يعني حلالاً أو مباحًا، لكن ما هو [الحرام] في نظر الفلاسفة، وجهابذة اللغة، ونقّاد المعاني؟ [الحرامُ] هو ما كان فعلُه محظورًا بحُكم الشرع أو بحُكم العقل، ويُطلق في علمِ الاجتماع، وعلمِ الأنتروبولوجيا على ما كان محظورًا من الأفعال والأشياء، وقد كان الإنسانُ البدائي قديمًا يعتقد أن مخالفة هذا الحظر، قد يصيبه بالعَمى، أو المرض، أو الموت.. وفكرةُ الحرام هذه، مقترنة في التاريخ بفكرة التّقديس، بمعنى أنّ الذي يَنتهك أو الأمّة التي تَنتهك حُرْمة الشيء المقدّس أو تبيح الفحشاء، وتسمح بانتشار المنكرات، تعرِّض نفسَها لغضب الله عزّ وجلّ، وقد ذكَر القرآنُ الكريمُ، وكذلك الكُتبُ المقدّسةُ، والتاريخُ، ماذا كان مصيرُ أممٍ بسبب الشّذوذ الجنسي مثلا، وقد صيَّرتْه مُباحًا ووضعتْ له [فرنسا] قانونًا يبيحُه في المجتمع باعتباره حرّيةً وحقّا مكفولاً للفاسقين، ولخنازير هذا العصر.. وفي الإسلام الحنيف، فالحرامُ له مَعانٍ، ومواصفات عديدة، وممارسات يحرّمها مثل الزنا، والخمر، والقِمار، ولحم الخنزير، وما أهِّل لغير الله؛ وأفظعُ من هذه الأشياء كلّها تجد [الكذب]، والمسلمُ لا يَكذبُ إذا كان مؤمنًا حقّا وصِدْقًا..

 

 

 

Exit mobile version