فتحت المصالح الأمنية بمدينة طنجة تحقيقاً قضائياً دقيقاً، تحت إشراف النيابة العامة بمحكمة الاستئناف، وذلك عقب وفاة شخص من ذوي السوابق القضائية مساء الثلاثاء 24 يونيو الجاري، في ظروف لا تزال محاطة بالغموض.
الواقعة بدأت عندما حاول مقدم شرطة التحقق من هوية المشتبه فيه، الذي كان في حالة غير طبيعية لحظة وصوله إلى المحطة الطرقية بالمدينة.
غير أن هذا الأخير قدم بطاقة تعريف تخص شخصاً آخر، قبل أن يدخل في حالة ارتباك ويحاول الفرار، بعد دفعه رجل الأمن. الشرطي تمكّن من ملاحقته وتوقيفه، بعدما سقط أرضاً أثناء محاولة الهرب.
ووفق المعطيات الأولية، قام المعني بالأمر بابتلاع كيس بلاستيكي يُشتبه في احتوائه على جرعات من مادة مخدرة، يُرجّح أنها من نوع كيميائي خطير. وعلى الفور، تم نقله إلى المستشفى بعد دخوله في حالة هستيرية، غير أن محاولات إنقاذه لم تُفلح، حيث تم إعلان وفاته داخل المؤسسة الصحية.
الشرطة القضائية باشرت إجراءات دقيقة، شملت إخضاع الكيس البلاستيكي المحجوز للخبرة العلمية بهدف تحديد نوع المادة بداخله، بالإضافة إلى الأمر بإخضاع جثة المتوفى للتشريح الطبي لتحديد الأسباب الحقيقية للوفاة.
كما يجري حالياً تحليل محتوى الكاميرا الصدرية التي كان يرتديها رجل الأمن، والتي وثّقت كامل تفاصيل التدخل، إلى جانب الاستماع لشهادات عدد من المواطنين الذين عاينوا الواقعة عن قرب، في مسعى لتجميع كل العناصر المحيطة بهذا الحادث وكشف كافة الملابسات التي رافقته.
التحقيقات لا تزال جارية، وسط ترقّب واسع للرأي العام المحلي لمعرفة نتائج هذا الملف الحساس، الذي يعيد إلى الواجهة موضوع التعامل مع المشتبه فيهم في حالات مماثلة، وحدود تدخل رجال الأمن في الميدان.