نبهت المعارضة من تصاعد التوترات الاجتماعية والسياسية، وسط أزمة اقتصادية خانقة واتهامات متبادلة بين مختلف الفاعلين السياسيين والنقابيين. فقد استغلت الأحزاب والنقابات المناسبة لتوجيه رسائل حادة للحكومة، محذرين من تفاقم الوضع الاجتماعي و”تطبيع الفساد”، في وقت اختار فيه رئيس الحكومة الأسبق عبد الإله بنكيران الهجوم على النقابات واتهامها بـ”الاتجار في العمال”.
في بيان صادر عن مكتبه السياسي، اعتبر حزب التقدم والاشتراكية أن عيد العمال هذا العام يأتي في ظل “تعمق الفقر والبطالة والغلاء الفاحش”، إلى جانب ما وصفه بـ”فشل الحكومة في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والحقوقية”. وأشار الحزب إلى فقدان مئات الآلاف من مناصب الشغل وإفلاس آلاف المقاولات، مقابل غياب إجراءات حكومية ذات أثر ملموس على المواطنين.
و اتهم الحزب الحكومة بتقويض الحريات النقابية، وتفكيك المرفق العمومي، وتحريف ورش الحماية الاجتماعية لخدمة لوبيات المال، داعياً إلى استخدام المداخيل الضريبية الناتجة عن التضخم لتحسين القدرة الشرائية للمواطنين.
كما طالب “التقدم والاشتراكية” بإصلاح منظومة التقاعد في إطار الحوار الاجتماعي، وتحقيق المساواة بين النساء والرجال، ودعم العمال والفلاحين الصغار، محذراً من تداعيات استمرار السياسات الحالية.
وفي السياق نفسه، انتقد رشيد حموني، رئيس الفريق النيابي لحزب التقدم والاشتراكية، ما وصفه بـ”العبث السياسي والإعلامي”، معبراً عن تخوفه من وجود مسؤولين وصحفيين “يتحركون بإشارات تحكم من جيوب السياسيين”.
وجاءت تصريحاته بعدما تم إلغاء استضافته في برنامج سياسي على قناة خاصة دون تقديم أي مبرر. واعتبر حموني أن ما وقع يُعدّ “جريمة ضد الدستور وضد مكاسب الديمقراطية”، مشدداً على أن التضييق على الرأي الآخر يعيد البلاد خطوات إلى الوراء.
من جهته، شن عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، هجوماً لاذعاً على النقابات، معتبراً أنها “تتلقى الأموال وتتاجر في حقوق العمال”، فيما وصف نقابة حزبه بـ”النزيهة” ودعا الشغيلة للالتحاق بها دون خوف.
وخص بنكيران بالهجوم الاتحاد المغربي للشغل ورئيسه ميلودي موخاريق، متهماً إياه بـ”التفاهم مع الحكومة مقابل المال”. كما انتقد رئيس الحكومة الحالي عزيز أخنوش، بسبب “ذبحه 60 خروفاً في زمن الأزمة”، واعتبر أن الحكومة ترفع أجور الموظفين وتُقصي العمال البسطاء، داعياً إلى إنصاف عمال النظافة ورفع أجورهم.
وفي معرض حديثه عن القضية الأمازيغية، دعا بنكيران إلى التآزر الوطني، نافياً وجود تمييز فعلي ضد الأمازيغ في المغرب. أما بخصوص فلسطين، فاتهم بعض الأصوات السياسية والإعلامية بـ”الخيانة”، مشيراً إلى أن دعم الكيان الصهيوني هو “دعم لأموال الجريمة”، على حد تعبيره.
في ظل هذا المشهد المحتقن، تتعالى أصوات تطالب بإعادة الاعتبار للحوار الاجتماعي، وجعله أداة فعالة تعكس هموم الشغيلة، بعيداً عن الخطابات السياسية المتبادلة والاتهامات التي لا تنتج حلولاً
اتهامات متبادلة وانتقادات حادة للحكومة بالإقصاء و التفقير
