Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

اختلالات الأمن الغذائي تنذر باضطرابات مجتمعية

صنف مؤشر السلام العالمي ، المغرب في المركز 74 عالميا، من ضمن 163 بلدا وفقا لمستوى السلام، أي ضمن الخانة الصفراء التي تضم بلدانا تنعم بمستوى سلام متوسط، و حقق المغرب تقدما بـ9 مراكز مقارنة بالعام الماضي، وعلى صعيد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حل المغرب سادسا، بعد قطر والكويت والأردن والإمارات العربية وعمان، بينما عد التقرير ليبيا والسودان والعراق وسوريا واليمن أكثر بلدان المنطقة التي يرتفع بها مستوى الخطر.
و قال التقرير ” عندما يتعلق الأمر بالزراعة أصبحت إفريقيا شريكا مهما لروسيا بعدما فرضت عليها عقوبات من طرف الاتحاد الأوربي عام 2014، وهكذا تحولت روسيا إلى بلدان مثل المغرب للحصول على الحمضيات وجنوب إفريقيا للحصول على الأسماك، للأسماك، حيث لم يعد بإمكانها الوصول إلى السلمون النرويجي. في حين، تعتمد الدول الأفريقية بشكل كبير على واردات القمح، مع روسيا وأوكرانيا.”
وأكد التقرير أن غزو روسيا لأوكرانيا أدى إلى اضطرابات الامدادات ما نتج عن ذلك ارتفاع سعر القمح في مجلس شيكاغو للتجارة بأكثر من 50 في المائة إلى ما يقرب من 13 دولارًا للبوشل ” 27.2 كيلوغرام” ، علاوة على ذلك فإن العديد من البلدان الأفريقية لديها قدرة اقتصادية قليلة للتكيف مع اضطرابات العرض وارتفاع الأسعار.
و نسبة اعتماد المغرب على السلع الغذائية من روسيا وأوكرانيا بحوالي 1,9 في المائة، ويشمل هذا التقدير الكمية المستوردة من القمح والشعير والذرة وزيت عباد الشمس.
وقالت الأمينة العامة لـ”أونكتاد”، إن “الحرب في أوكرانيا لها تكلفة باهظة على البشرية وستنتج عنها صدمات على الاقتصاد العالمي، وبالتالي تهديد المكاسب التي تحققت في التعافي من جائحة كورونا”، وأضافت الأمينة العامة للمؤسسة التابعة للأمم المتحدة أن “أوكرانيا وروسيا لاعبان رئيسيان في أسواق الأغذية الفلاحية، وتمثلان 53 في المائة من التجارة العالمية في سوق زيت عباد الشمس والبذور و27 في المائة من القمح”، وتابعت جرينسبان بأن “الارتفاع الشديد في أسعار الغذاء والوقود سيؤثر على الفئات الأكثر ضعفاً في البلدان النامية”، ولم تستبعد بروز مخاطر الاضطرابات المدنية ونقص الغذاء والركود الناجم عن التضخم، خاصة بالنظر إلى الحالة الهشة للاقتصاد العالمي والدول النامية بسبب كورونا.
و كشفت معطيات مكتب الصرف، أن حجم الواردات المغربية من روسيا بلغت 12 مليار درهم أغلبها من المواد الخام الطاقية بحوالي 4 ملايير درهم تتوزع بين الأمونياك و البنزين والفيول و الغاز ، كما تستورد مواد الخام للبلاستيك و الألمنيوم، فيما بلغ حجم صادرات المغرب إلى روسيا حوالي 600 مليون درهم من المواد الزراعية من الفواكه و على رأسها الحوامض و التوت الأرضي وبعض مواد التجميل.
وذكرت معطيات مكتب الصرف أن حجم الواردات من أوكرانيا إلى المغرب بلغ 4.1 مليار درهم، بنسبة 1 بالمائة سنة 2020، و2.7 مليار خلال الثلث الثالث من سنة 2021، كما أن حجم الصادرات بلغ 534 مليون درهم، بنسبة 0.2 بالمائة، من بينها 678 مليون درهم خلال الثلث الثالث من 2021.
وتشكل الحبوب أهم واردات المغرب من أوكرانيا بنسبة 65 في المائة من هذه الواردات، حيث تمثل الحبوب التي يستوردها المغرب من أوكرانيا 12 في المائة من وارداته الإجمالية من الحبوب، بينما تتركز صادراته في الأسمدة الطبيعية والكيميائية والسيارات والسمك.
ووصلت واردات المغرب من أوكرانيا 2 المليار و 687 مليون درهم خلال سنة 2021، ذهبت الحصة الأكبر للقمح بأزيد من مليار و 119 مليون درهم، حيث استورد المغرب من أوكرانيا ، مواد غذائية مستخدمة في صناعة الحلويات والصناعات الغذائية بقيمة أزيد من 552 مليوني درهم، و استورد المغرب أزيد من 113 مليون درهم من الشعير، و 83 مليون و 461 ألف درهم من الذرة، كما استورد المغرب من أوكرانيا مواد كالصلب والحديد بأزيد من 195 مليون درهم، والتبغ بأزيد من 190 مليون درهم.
وصدر المغرب لأوكرانيا خلال 2021، أزيد من 676 مليون درهم أغلبها أسمدة طبيعية وكيميائية بقيمة أزيد من 489 مليون درهم، كما صدر سيارات سياحية بقيمة 155 مليون درهم.
ويعتبر المغرب ثالث مستهلك للقمح في أفريقيا، بعد مصر والجزائر، حيث يتجاوز الاستهلاك 100 مليون قنطار في العام، حيث يصل متوسط الاستهلاك الفردي إلى 200 كلغ من القمح في العام، أي ما يمثل ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي، حيث يعتبر الخبز أهم مكون في النظام الغذائي المحلي.

وبدأت أسعار الحبوب تضغط على فاتورة الغذاء المغربي،حيث لاحظ الوزير المكلف بالميزانية، أن سعر الحبوب ارتفع في السوق الدولية بنسبة 34% في العام الماضي مقارنة بالعام الذي قبله، فيما أكد رئيس الفيدرالية الوطنية لأرباب المخابز، أن الأزمة الأوكرانية، ستؤثر على واردات المغرب من القمح اللين، الذي يعتبر البلدان المتخاصمان أهم مصدر له.

Exit mobile version