Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

ارث بوتفليقة والجالية الجزائرية في مرسيليا

طغت الانتقادات السبت على تقييم الجالية الجزائرية في مرسيليا جنوب فرنسا لإرث الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة غداة وفاته عن 84 عاما.

وقال علي بندين (66 عاما) وهو خراط متقاعد ولد في فرنسا لأسرة تتحدر من وهران غرب الجزائر، إن بوتفليقة “لم يحقق شيئا للبلاد”. وأضاف “غدا عند دفنه سيحضر أقاربه لكن الشعب سيلازم البيت. لقد أضر فقط بالشعب الجزائري”.

في سوق نواي وسط مرسيليا الذي يتردد عليه العديد من المهاجرين الجزائريين، جاءت التعليقات على وفاة الرئيس السابق متحفظة وفاترة وطبعها عدم مبالاة الناس الذين طلبوا كلهم تقريبا عدم الكشف عن هوياتهم.

حاول ثلاثة رجال من ثلاثة أجيال جالسين في أحد المقاهي تقييم نجاحات وإخفاقات الرجل القوي السابق لبلدهم الأم.

واعتبر عمار (52 عاما) الذي يعمل في التجارة أنه “كان يتمتع بشخصية مؤثرة لكن لا يمكن القول إنه قدم الخير للبلاد”. وأضاف “لقد ساعد في استقرار الجزائر بأموال النفط، لكن هذه الأموال وزعت بشكل سيء”.

إلى جانبه، تردد أحمد (65 عاما) الناشط في تجارة الملابس في التحدث إلى أن حث ه جليسه على الكلام قائلا “انتهى كل شيء، جبهة التحرير الوطني، القمع، انتهى الأمر، يمكنك التحدث الآن”.

تحدث أحمد إثر ذلك عن “الصفقات العامة المزورة، ومحاباة الأسرة” واختلاس عائدات النفط. وأضاف جليسه الأصغر سنا “لقد كان الثلث يذهب إلى الشعب والثلثان لعصابته”، معتبرا أنه كان يجب “أن ينسحب قبل آخر ولاية عام 2014، يحيط نفسه بأشخاص أكفاء ويعد للانتقال”.

لكن عبد العزيز بوتفليقة لم يترك السلطة إلا في نيسان/أبريل 2019، إثر احتجاجات حاشدة ضد دعوات ترشحه لولاية خامسة.

صدر انتقاد شديد أيضا من أمين (46 عاما) المقيم في فرنسا منذ خمس سنوات، فقد ندد بـ”العصابة نفسها” الممسكة بالسلطة منذ الاستقلال والتي “وضعت المال في جيبها على حساب الشعب”. وخلص إلى أنه “في نهاية حياته، كان مجرد دمية. كان شقيقه يحكم مع عصابته”.

قال تاج (48 عاما) وهو صاحب شركة صغيرة لبيع الفواكه والخضر وهاجر في عام 1998 “بالنسبة الي، لم يفعل شيئا، وقد جئت إلى فرنسا بسبب اللصوص أمثاله”.

وأسف الرجل الذي قاتل والده في صفوف جبهة التحرير الوطني، لعدم تمكنه من البقاء في بلده، واضاف “لقد عملت بشكل جيد ولكن سلب مني كل شيء”، منددا بعناصر الشرطة الذين ابتزوه.

رغم ذلك، أشادت قلة بإرث الرئيس السابق، إذ اعتبر أحمد أنه “يستحق جنازة وطنية كبيرة وحتى حدادا وطنيا”.

وأشاد حامد بحقبة بوتفليقة “مقارنة بالمجازر (في العشرية السوداء خلال التسعينيات)، فقد حارب الأصوليين الإرهابيين وأقام السلام والعفو، إنه شيء جيد”.

وي عتبر الرئيس السابق مهندس المصالحة الوطنية التي جعلت من الممكن استعادة السلام في الجزائر بعد غرقها في أتون حرب أهلية منذ عام 1992 ضد تمرد إسلامي أودت بنحو 200 ألف شخص على مدى عقد، وفق حصيلة جزائرية رسمية.

وقال رجل رفض تقديم نفسه إنه يتذكر في بوتفليقة خصوصا المناضل من أجل استقلال الجزائر، مضيفا “بالنسبة الي، كان جنديا أولا وقبل كل شيء”.

وقالت سارة ياسمين (48 سنة) “لقد أحببته”، وأشادت بجهوده من أجل الشباب. أما نعيمة (56 سنة) التي ولدت في فرنسا لأسرة من تلمسان في شمال غرب الجزائر، فقالت إنها تقدر تطويره البنية التحتية في البلاد لكنها أسفت “للنزعة المحافظة والفساد وغلاء المعيشة”….
* “ا.ف.ب”

Exit mobile version