شهدت مدينة الدار البيضاء توقفاً شبه كامل للمستشفيات العمومية خلال يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، جاء ذلك في أعقاب سلسلة من الاحتجاجات التي نظمتها النقابات الصحية، وذلك في إطار مسلسل نضالي يهدف إلى الضغط من أجل تحسين ظروف العمل والأجور.
الأطر الصحية قد قامت بتعطيل العمل في مستشفى ابن رشد الجامعي وغيره من المستشفيات الجهوية بالدار البيضاء، احتجاجاً على ما وصفوه بـ”المماطلة” و”التعنت” من قبل وزارة الصحة في الاستجابة للمطالب التي وُقعت في اتفاق سابق مع النقابات، من بين هذه المطالب، الزيادة في الأجور والتعويض عن الأخطار المهنية.
وقد تجمع العاملون في القطاع الصحي من أطباء، ممرضين، وتقنيي الصحة، إضافة إلى فئات مهنية أخرى أمام المديرية الجهوية للصحة بالدار البيضاء، وبالتحديد أمام مستشفى مولاي يوسف، في مسيرة حاشدة اليوم الخميس 9 ماي، معلنين رفضهم لما أسموه “استخفاف” الوزارة بمطالبهم.
بوعبيد العباسي، الكاتب الجهوي للنقابة المستقلة للممرضين بجهة الدار البيضاء-سطات، أكد أن هذه الوقفة الجهوية تأتي كرد فعل لعدم التزام الحكومة والوزارة باتفاق 26 يناير الذي نتج عن جولات مكثفة من الحوار الاجتماعي.
أحمد عليجات، عضو المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للصحة، ذكر أن وزارة الصحة والحكومة قد تماطل في الاستجابة للمطالب الأساسية للأطر الصحية، التي تشمل الحفاظ على الوضعية النظامية للعاملين بالقطاع بما يتفق مع النظام الأساسي للوظيفة العمومية.
النقابات الصحية وجهت نداءً إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية للتدخل وحل النقاط الخلافية التي أدت إلى هذا الاحتقان المتصاعد. وفي الوقت نفسه، أبدى المشاركون في الاحتجاجات استعدادهم لتصعيد الإجراءات في حالة عدم تلبية المطالب.
هذا الاحتجاج يبرز التحديات المستمرة التي يواجهها القطاع الصحي في المغرب، وهو قطاع يتطلب اهتمامًا عاجلاً لضمان تقديم خدمات صحية عادلة وفعالة لجميع المواطنين.