Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الأثر السلوكي لتأجيل الدخول المدرسي

سناء البوعزاوي
في الآونة الأخيرة، وبعد التسجيل واقتناء الكتب ومستلزمات الدراسة، تفاجأ التلاميذ مثلهم مثل الآباء والمدارس، بقرار إرجاء الانطلاق، الفعلي للدراسة برسم الموسم الدراسي 2021 ــ 2022 إلى يوم الجمعة فاتح أكتوبر 2021، بجميع المؤسسات التعليمية ومراكز التكوين المهني ومؤسسات التعليم العتيق بالنسبة للقطاعين العمومي والخصوصي وكذا مدارس البعثات الأجنبية. حيث أتى هذا القرار على خلفية عدة اعتبارات أبرزها؛ السير الإيجابي للحملة الوطنية لتلقيح الفئات العمرية 12 ــ 18 سنة، لتحقيق المناعة الجماعية، وتسريع وتيرة العودة إلى الحياة الطبيعية التي يمكن معها الانطلاق الفعلي للدراسة في ظروف اعتيادية.
بطبيعة الحال، الشباب من الفئة العمرية المتمدرسة ستستسيغ هذا القرار وستتفهم هاته الإجراءات لأنها واعية بالظروف الوبائية الحالية، لكن الأطفال الصغار الذين هم في الروضة أو الابتدائي، سيتمثل لهم أنهم لن يروا أصدقاءهم، ولن يعانقوا فرحة الدخول المدرسي خصوصا أنهم محملون بكتبهم ومتحمسون للتعرف على معلميهم الجدد.
هنا يأتي دور الآباء والأمهات في تمرير خطاب مرن ويحترم ذكاءهم، وبطريقة فنية تجعلهم يفرحون بهذا القرار معتمدين في ذلك على خبراء التنمية الذاتية، لكي لا يحبطوا وتأتيهم خيبة الأمل، خصوصا أنهم يعيشون في فترة يمكن أن تؤثر على شخصيتهم بصفة عامة وعلى نفسيتهم بصفة خاصة.
وفي هذا الصدد، تأتي إلى الذهن عدة مقترحات تخص بالأساس التفكير في هيكلة جديدة ومتطورة لنظم التعليم في المغرب ولو أنها أفكار مستوردة، لكنها ناجعة، وستمضي بمنظومة التعليم قدما وستؤتي ثمارها غالبا. نعطي على سبيل المثال، المدرسة أو الجامعة الإلكترونية عن بعد، ابتداء من التسجيل، حتى حفلة التخرج، التي تكون مناسبة لشريحة كبيرة من التلاميذ والطلاب الذين يفضلون هذا النوع من التعليم والتلقين، أو أن ظروفهم لا تسمح بالتنقل إلى المدينة التي توجد بها تلك الجامعة، ولم لا تكون فرصة سانحة للطلاب الأجانب الذين يحلمون بدبلوم من جامعة مغربية محضة، لأنه لا يمكن أن ننكر وقع الإنترنيت وما أصبح يشكله من جزء لا يتجزأ من حياة الفرد فينا، سواء كان تلميذا أو طالبا أو أستاذا، فلم لا يكون هذا التوجه في المستقبل القريب؟ ولم لا تكون هنالك مدرسة القرب وبعد ذلك إدارة القرب، وبهذا نقرب كل ما هو بعيد، ويصبح بالإمكان تجنب وطء وتبعات وسلبيات مدرسة الشارع التي أصبح يندى لها الجبين؛ لأننا وكما نعلم أن التلميذ له ثلاث مدارس: مدرسة المنزل والعائلة وما تشملها من تهذيب وإصلاح وتقويم، مرورا بمدرسة الشارع، التي لا يمكننا إنكار وقعها على تربية الطفل أو الشاب، سواء من الألفاظ أو التصرفات التي تقع نصب أعينه، إلى أن يلج بناية المدرسة الفعلية، التي تضم كافة الأطر من الأساتذة والمدراء، والتي يتلقون فيها العلوم والآداب واللغات إلى غير ذلك .
فعلا، بما لا يدع مجالا للشك، أن المدرسة لها خصوصيتها ومكانتها وهيبتها ، لا نريد بمقالنا هذا، تعويض أو إلغاء قدسية المدرسة، لكننا مع العلم وتطوره، ونريد أن نتبع خطوات جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه في جعله من المغرب بلدا مواكبا و لِمَ لا رائدا في كل المجالات.

Exit mobile version