Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الأزمات المالية والتدبيرية في الأندية الكروية المغربية .. أين الخلل ؟

تعيش الأندية الكروية المغربية حالة من الأزمات المالية والتدبيرية الهيكلية بسبب سوء الحكامة، مما أثر سلباً على استعداداتها للموسم الجديد، وأثار تساؤلات حول مدى فعالية مخططات الجامعة الملكية لكرة القدم لتجاوز هذه الأزمات.

في المقابل، حققت المنتخبات الوطنية لكرة القدم نجاحات ملحوظة في مختلف الفئات، مما يعكس التباين الكبير بين أداء المنتخبات والأندية.

تشير الانتقادات إلى أن العديد من رؤساء الأندية الوطنية يديرون الفرق بشكل فردي، مما يؤدي إلى غياب الحكامة المالية والإدارية، ويعزز من تعميق الخلافات مع المدربين واللاعبين.

الجامعة الملكية لكرة القدم نجحت في تدبير ورش المنتخبات الوطنية لكنها لم تعطِ الأهمية الكافية للمنافسة المحلية على مستوى البطولة الاحترافية أو أقسام الهواة. وأوضح بلبودالي أن غياب الحكامة السليمة والتدبير الجيد أدى إلى مديونية كبيرة للأندية بنهاية الموسم الكروي الأخير.

أحد أبرز الإشكاليات التي تواجه الأندية الكروية المغربية هي الاعتماد على التدبير الفردي وعدم إشراك الكفاءات المؤهلة، كما يمتلك المغرب معاهد رياضية عليا تخرج منها خريجون ذوو تكوين علمي عالي، ولكنهم لا يجدون فرصاً للعمل في الأندية التي تعتمد على العشوائية في إدارة كرة القدم. هذا التوجه يعزز من تفاقم الأزمات المالية والتدبيرية داخل الأندية.

حسن مومن، المدير الفني السابق للمنتخب المغربي لكرة القدم، أشار إلى أن دفتر التحملات المعتمد لم يتم تنفيذه بشكل جدي على أرض الواقع بسبب التساهل في التدبير المالي لشؤون الأندية. وأضاف أن العديد من الفرق تواجه نزاعات مالية مع اللاعبين والمدربين، مما يضطر الجامعة الملكية للتدخل وتحمل التعويضات المالية. هذه الثغرة استغلها بعض الأندية لتجنب النفقات، ما زاد من تعقيد الوضع المالي.

أحد الجوانب الهامة التي تم تجاهلها هو الاستثمار في التكوين. بدلًا من ذلك، ركزت الأندية على الانتدابات السريعة دون التفكير في بناء قاعدة متينة من اللاعبين الشباب.

مومن أوضح أن التكوين أصبح على الهامش، رغم أهميته الكبيرة في تطوير الرياضة. هذا النقص في التكوين يضعف الأندية على المدى الطويل ويجعلها تعتمد بشكل كبير على اللاعبين الجاهزين من الخارج.

تعاني الأندية الكروية المغربية من أزمات مالية وتدبيرية هيكلية تحتاج إلى إصلاحات جذرية وحكامة رشيدة. يتطلب تجاوز هذه الأزمات تكاتف جهود جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الجامعة الملكية لكرة القدم، الأندية، والإداريين. فقط من خلال تطبيق هذه الإصلاحات، يمكن للأندية المغربية أن تتخطى أزماتها الحالية وتحقق التوازن بين النجاح الرياضي والإدارة المالية السليمة.

Exit mobile version