Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الأمن يُطارد مروجي “كوكايين الفقراء”

كشف وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت أن التدخلات الأمنية ضد ترويج المخدرات أسفرت عن تسجيل ما مجموعه 200 قضية تتعلق بمخدر البوفا أو بقايا الكوكايين القاتلة، تم بموجبها حجز حوالي 3 ثلاثة كيلوغرامات من هذا المخدر و إيقاف 282 شخصا وإحالتهم على العدالة، وذلك خلال الفترة الممتدة من فاتح يناير إلى متم شهر يناير 2023، جاء ذلك، جوابا على سؤال تقدم به النائب البرلماني عن حزب الحركة الشعبية عبد النبي العيدودي، ويتكون مخدر البوفا، من بقايا الكوكايين ومواد أخرى، ويشكل خطورة جسيمة على من يتعاطاه.
وأثار انتشار هذا المخدر مؤخرا في أوساط الشباب، خاصة أبناء الطبقة الفقيرة مخاوف العديد من المختصين في علاج الإدمان، نظرا لخطورته على الصحة العقلية والنفسية للمستهلكين، والذي قد تصل حد إيذاء النفس والغير .
و كشف وزير الداخلية أن التدخلات الأمنية بمحيط وجنبات المؤسسات التعليمية خلال الموسم الدراسي 2022/2023 أسفرت عن معالجة ما مجموعه 3870 قضية تم على إثرها إيقاف 4286 مشتبها فيه.
وشدد لفتيت أن مكافحة الجرائم المرتبطة بالمخدرات تندرج ضمن قائمة أولويات السلطات المحلية والمصالح الأمنية بجميع مكوناتها، نظرا لما تشكله من تحديات أمنية ومخاطر إجرامية مرتبطة أساسا بالجريمة المنظمة، وبالأخص منها تهريب المخدرات والأقراص المهلوسة.
ولفت وزير الداخلية أن المعالجة الأمنية لهذه الجرائم تنطلق من رؤية شمولية ترتكز على تقليص العرض، وذلك من خلال تعزيز المراقبة على مستوى المناطق الحدودية وكذا المراقبة الطرقية لمحاربة ترويج المخدرات، وتقليص الطلب عبر اتخاذ تدابير وقائية عن طريق القيام بحملات تطهيرية وتشديد المراقبة على الأماكن العمومية بما فيها المقاهي والملاهي ودور اللعب التي يرتادها الشباب والقاصرون.
و كشف عبد الوافي لفتيت أن المديرية العامة للأمن الوطني نظمت حملات تحسيسية بخطورة المخدرات في المؤسسات التعليمية خلال الموسم الدراسي المذكور، استفاد منها ما مجموعه 713.782 متمدرسا من خلال استهداف 8675 مؤسسة تعليمية من مختلف المستويات، وذكر لفتيت أن هذه الحملات التحسيسية تمت بمشاركة 2971 جمعية.
و طالبت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بمحاربة انتشار مخدر “البوفا” من جذوره وذلك بإعمال أقصى درجات المقاربة الزجرية القانونية في حق المصادر المروجة للمخدرات بمختلف أنواعها، واجتثات المهربين والوسطاء وكل المتاجرين بمآسي الشباب والأطفال.
وقالت الجمعية في بيان لفرعها بمراكش، إن مخدر “البوفا” الذي يتكون من بقايا الكوكايين بالإضافة إلى مواد كيميائية أخرى ضارة بالصحة، يشكل خطورة جسيمة على القدرات العقلية والنفسية والجسدية على مستعمليه، ويرفع من منسوب العدوانية وفقدان التوازن وعدم القدرة على التمييز، ليصبح ضحاياه كثر.

وعبّرت الجمعية عن قلقها من تنامي انتشار مخدر “البوفا” أو “كوكايين الفقراء” بسبب سعره المنخفض، حيث تفشى في الآونة الاخيرة بشكل مخيف بين الشباب و المراهقين على الخصوص.
وشددت الجمعية، على ضرورة تحمل مؤسسات الدولة بمختلف اختصاصاتها، مسؤوليتها في حماية الأجيال القادمة وسلامتها وصحتها البدنية والعقلية والنفسية، و التوجه رأسا لمحاربة شبكات المتاجرين والمهربين والمافيوزيين مع ضرورة الانتباه إلى الربط في المقاربة بين الاتجار في البشر والاتجار في المخدرات بكل أصنافها وتبييض وغسل الأموال.
ودعت إلى اعتماد البعد الحمائي والوقائي للحد من ظاهرة الاجرام، باعتماد آليات تستند على التوعية والتثقيف بمخاطر استهلاك وترويج المخدرات وسط النسيج المجتمعي.
كما طالبت تكثيف دوريات الأمن واليقظة، وكذا تكثيف وتشديد المراقبة بكل الأماكن المشكوك في ترويجها أو تسترها على ترويج المخدرات بما فيها الصلبة، مع التركيز باستمرار على النقط السوداء، ومحيط المؤسسات التعليمية، حماية للأجيال القادمة وسلامتهم وصحتهم البدنية والنفسية.
وأشارت الجمعية أنه سبق لها أن أصدرت عدة بلاغات وبيانات حول إنتشار المخدرات بكافة أنواعها بشكل سافر في السنوات الأخيرة، بحيث أصبحت مادة سهلة الاقتناء رائجة وبمختلف الأسعار والنوع حسب الإنتماء الاجتماعي للزبناء ومتاحة في أماكن لا تخضع للمراقبة، وتنتشر الرخصية منها مثل “البوفا” في الأحياء المهمشة و الدواير و جنبات المؤسسات التعليمية التي تعتبر سوقا نشيطا لمروجي جميع أنواع المخدرات، وسببا في اتساع دائرة الجريمة والاعتداءات الجسدية و المس بالأمن والأمان والسلامة البدنية للمواطنات والمواطنين بما فيهم الأصول.

Exit mobile version