Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الإدمان الرقمي.. أخصائي في الطب النفسي يوضح ملامح و تداعياته

بعدما اقتحمت التكنولوجيا مختلف مناحي الحياة بتفاصيلها اليومية، أصبح تحقيق التوازن بين الحياة الواقعية والرقمية هاجسا يؤرق الجميع، وخاصة الآباء الذين يجدون صعوبة في إقناع أبنائهم بخطورة الإدمان على العالم الرقمي، وأهمية تقليص عدد الساعات الطويلة التي يقضونها أمام شاشات الهواتف وعلى مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، لما لذلك من تأثير خطير على صحتهم الجسدية والنفسية، خاصة وهم في مستهل موسم دراسي جديد.

وفي هذا السياق، يتطرق الأخصائي في الطب النفسي والخبير في علاج الإدمان والتحفيز المغناطيسي، سعد الإدريسي الوكيلي، في حوار خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، إلى مخاطر الإدمان الرقمي، ودور المعالج النفسي في تعزيز الوعي بجعل التكنولوجيا أداة لتسهيل الحياة وجعلها أكثر جودة، دون الوقوع في فخ الإدمان على العالم الرقمي.

1- متى يمكن الحديث عن الإدمان الرقمي ؟

غالبا ما يصنف الاعتماد المفرط على التكنولوجيا الرقمية وعدم القدرة على التخلص من الارتباط بالفضاء السيبراني، في خانة “الإدمان الرقمي”، ما يستدعي تدخل الطبيب النفسي من أجل استعادة التوازن الصحي في الحياة اليومية وفق جدول زمني مرن يتيح استكشاف بدائل أخرى كالمطالعة والسفر والتطوع.

فإذا كانت غالبية الآباء يقتنون هواتف ذكية لأبنائهم لضمان التواصل معهم، فإن استغناء الإبن عن الهاتف الذي يتضمن العشرات من التطبيقات والمعلومات التي تمكنه من الإبحار في عالمه الافتراضي، يصبح في ما بعد أمرا شبه مستحيل.

لقد أصبح العالم الرقمي واقعا مفروضا وجزءا من الحياة المجتمعية العصرية، وفي اعتقادي فإن المشكل لا يكمن في استعمال الوسائط الاجتماعية بكثرة، ولكن في قضاء الأطفال والشباب وقتا طويلا وأحيانا إلى وقت متأخر من الليل على مواقع التواصل الاجتماعي وإدمان الألعاب الإلكترونية، وأيضا في الصعوبات التي تعترض أولياء الأمور في التوجيه وتقنين استعمال أبنائهم لهواتفهم المحمولة.

ويصبح تأثير الأجهزة الإلكترونية سواء الهاتف المحمول أو اللوحة الإلكترونية بشكل مباشر على الأداء الدراسي للأطفال والشباب وعلى العملية التعلمية برمتها، ويؤدي كذلك إلى اضطراب في السلوك، يصل حد إهمال الواجبات اليومية وصعوبة في تعلم المهارات الاجتماعية وتملص من المسؤولية والانفعال والقلق ورفض التواصل مع الغير وتراجع التحصيل الدراسي، وضعف الاهتمام بالبحث العلمي والمشاركة الفعالة داخل الفصول الدراسية.

ويضطر الآباء الذين اقتنوا لأبنائهم طواعية جهازا محمولا لتجاوز مخاطر استخدام الوسائط الرقمية على صحتهم الجسدية والنفسية، إلى اتخاذ قرارات صعبة حسب درجة ارتباط أبنائهم بالعالم الافتراضي، فبعد التساهل والتسامح، يأتي الزجر والعقاب، فاللجوء إلى طلب المساعدة من ذوي الاختصاص لحماية أبنائهم من بعض المخاطر الصحية أو النفسية من المحتوى الرقمي ومن ولوج بعض المواقع التي تعرضهم للخطر.

2- كيف يساعد الطبيب النفسي الشباب على الخروج من دائرة الإدمان الرقمي ؟

دور المعالج النفسي يبدأ أولا بتقديم تشخيص لظاهرة مرضية تندرج في إطار “الإدمان السلوكي للشخص”، وتظهر جليا في عدم القدرة على مقاومة الرغبة في الولوج إلى الفضاء الرقمي والتحكم في معدل الاستخدام.

Exit mobile version