مصطفى المنوزي
الإرهاب لا يرهبنا والقتل لن يفنينا وقافلة التحرير تشق طريقها بإصرار…..
لقد كنا نتمثل هذا الشعار بصدقية وحماس خاصين ، وبه كنا نعجن صمودنا ونشحن عزيمتنا بعيدا عن ديماغوجيا أو مزايدة ؛ فقد كنا ، وعن ثبات وإرادة صادقة ، نعي أن كلفة الرهان والنضال ستكون باهضة ، قد تبلغ حد الإعدام والإختطاف والنفي ، وكذلك كانت الحصيلة بالنسبة للمناضلين الشرفاء والأوفياء لخط الشهداء . ولذلك فكثيرا منا لا زال يعتبر أن الرهان لا زال قائما في العلاقة مع مطالب التحرير والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان ، ولا زال واجب التضحية والتفاني يفرض نفسه كخيار لا محيد منه ؛ لكن هل يتعلق الأمر بملفات الإصلاح التشريعي كما هو الشأن لمدونة الأسرة ؟
شخصيا أعتبر أن التعديلات شأن ملكي بإمتياز ، إنطلاقا من الإشراف العام إلى المبادرة التشريعية ثم التصديق وإنتهاء بالتفعيل ، وما دور البقية سوى التحاور والسجال بإسم التشاركية والتشاور اللذين تقتضيهما ضرورة التوازن تحت جبة إمارة المؤمنين كفاعل رئيسي باعتبار أن مجال محفوظ ؛ ولذلك فالتهديدات والتنابزات الصادرة عن كل أصناف الأصوليات هنا وهناك لا ترهبنا ؛ ليس وفق ما سطرناها فيما ثوابتنا أعلاه ولكن فقط لأن كل هؤلاء الترهيبيين واعون بأن النتيجة معروفة مسبقا في ظل وضوح أسباب النزول الدولتية ، وما تلك الردود الفعلية سوى تفاعلات لحفظ ماء الوجه تجاه الزبناء والعملاء والحلفاء داخل المغرب وخارجه ، فلا خطوط حمراء خارج جدول أعمال وطني محدد من قبل العقل الأمني ؛ ولقد صار يدخل ويصنف هذا النوع من المزايدات ضمن لعبة “” التقلاز من تحت الجلابة “” ؛ بمثابة نوع من التعبير عن القلق الناعم من قبل البعض ، فالخطاب موجه لكل من يهمه الأمر ، وهي سهام حريرية موجهة دون نية الإيذاء ، وتذكرنا هذه الوقائع بما كان يزاوله بعض جبنائنا من المثقفين الذين كانوا ينتقدون الوضع السياسي في المغرب ، أيام سنوات الرصاص ، وذلك بالكتابة عن الوضع الحقوقي والسياسي في الوطن العربي أو في العالم الثالث ، وكأننا بهم يتخفون وراء المنطق البلاغي والتشخيص المعتمد على الإستعارة والكناية والمجاز الخ من ما كان يعتمده إبن المقفع في كتاب ” كليلة ودمنة ” . وكخلاصة إن الخطاب الأصولي موجه إلى الذات – في صيغة حرب كلامية لا علاقة لها بعلم الكلام المشهور والمفيد لتنمية وتطوير العقيدة – وليس موجها إلى الحداثيين كموضوع للترهيب حقيقة .
الإرهاب لا يرهبنا والقتل لن يفنينا وقافلة التحرير تشق طريقها بإصرار
